# هاشتاغ
كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في تقرير حديث عن أرقام صادمة بخصوص واقع الشابات في الأرياف المغربية، حيث تعيش نحو 33% منهن، أي ما يقارب الثلث، في وضعية هشاشة خارج أي مسار تعليمي أو مهني أو تكويني. وبيّن التقرير أن هذه النسبة تتجاوز المعدل المسجل لدى الشابات في المدن (26%)، كما أنها تفوق بثلاثة أضعاف النسبة لدى الذكور. ويأتي هذا الوضع في وقت يشهد فيه المغرب تحولاً من الزراعة التقليدية إلى نظم إنتاج غذائي وصناعي متقدم، مما أدى إلى تقلص فرص التشغيل القروي أمام الشباب.
في المقابل، أشار التقرير إلى نقطة ضوء وسط هذا المشهد القاتم، تتمثل في الأثر الإيجابي لتحسين البنية التحتية، لاسيما الطرق المعبدة، التي ساهمت في ارتفاع نسب التمدرس في صفوف الفتيات القرويات وتراجع حالات الزواج المبكر. كما ساعدت هذه البنية الطرقية على تسهيل وصول الذكور إلى سوق الشغل، رغم استمرار الفجوة في التأثير التعليمي بين الجنسين.
كما سلط التقرير الضوء على ارتفاع معدلات الهجرة في صفوف الشباب المغاربة نحو أوروبا، حيث أصبحوا ثاني أكبر جنسية مهاجرة بعد الأفغان، مدفوعين بعوامل متعددة أبرزها التدهور البيئي، وخاصة الجفاف. ودعت “الفاو” في ختام تقريرها إلى مضاعفة الاستثمارات في القطاعات الفلاحية والغذائية، باعتبارها مدخلاً أساسياً لإعادة إدماج الشباب القروي وتوفير بدائل للهجرة والهشاشة.