شهد منزل المنسق الجهوي لحزب الاستقلال بجهة سوس ماسة، عبد الصمد قيوح، ليلة الأربعاء، لقاءً ساخناً بين قياديي الحزب والأمين العام نزار بركة، حيث لم يتمالك الاستقلاليون أعصابهم وهم يعبرون عن استيائهم العارم من وضعهم داخل التحالف الحكومي.
المنتخبون الاستقلاليون، الذين يفترض أنهم جزء من الأغلبية، عبروا عن إحساسهم بأنهم مهمشون ومعزولون وكأنهم في صفوف المعارضة، خصوصاً في تدبير الجماعات الترابية بأكادير وتارودانت وإنزكان واشتوكه وتيزنيت وطاطا، حيث أصبح الإقصاء والكولسة عنواناً بارزاً بدل التشاور والشراكة.
اللقاء، الذي جاء على هامش ترؤس بركة لاجتماع مجلس إدارة وكالة الحوض المائي بالجهة، تحول إلى محاكمة داخلية لأداء الحزب داخل التحالف، حيث رفع الاستقلاليون صوتهم عالياً ضد ما وصفوه بـالتهميش الممنهج، مطالبين بتوضيحات حول موقعهم الحقيقي في الخارطة السياسية للجهة.
في المقابل، حاول بركة امتصاص الغضب عبر استعراض ما أسماه “إنجازات كبرى” في مجالي الماء والطرق، مشيراً إلى تسريع وتيرة أشغال سد التامري الذي بلغت نسبة إنجازه 62% ليصبح جاهزاً بحلول السنة المقبلة بدل 2029، وسد المختار السوسي الذي سيتم إنهاؤه قبل الموعد المحدد بتسعة أشهر، إضافة إلى مشاريع تحلية مياه البحر التي سترفع إنتاج المياه المحلاة إلى 1.7 مليار متر مكعب بحلول 2030.
كما تحدث بركة عن برنامج 2025 سنة التطوع، الذي يهدف إلى صياغة عقد اجتماعي جديد عبر لقاءات حوارية مع الشباب، لكن هذه الطروحات لم تكن كافية لتهدئة الغاضبين، الذين ما زالوا ينتظرون أجوبة واضحة حول مستقبلهم داخل التحالف، وما إذا كانوا مجرد أرقام محسوبة على الأغلبية أم شركاء حقيقيين في صناعة القرار.