هاشتاغ
يشهد المعرض الدولي للفلاحة بجهة سوس ماسة، الذي تنظمه الغرفة الجهوية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، حالة من الإقصاء والتهميش غير المفهوم من طرف كل من وزارة الفلاحة وجماعة أكادير، رغم مكانته كأكبر تظاهرة فلاحية بعد المعرض الدولي للفلاحة بمكناس.
المعرض، الذي يمثل محطة مهمة لتبادل الخبرات واللقاءات المهنية بين الفلاحين والعارضين والمؤسسات الوطنية والدولية، يُقابل هذه السنة ببرود لافت من طرف السلطات الحكومية والمحلية، وعلى رأسها وزارة الفلاحة والجماعة الترابية لأكادير، الأمر الذي أثار استغراب المتتبعين والمهنيين على حد سواء.
وتزداد حدة التساؤلات في ظل الغياب التام لأي حضور رسمي أو دعم ملموس من طرف جماعة أكادير، رغم أن رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، هو نفسه رئيس المجلس الجماعي للمدينة، وكان حريصًا في السنوات الماضية على المشاركة في افتتاح المعرض بصفته وزيراً للفلاحة. المفارقة أن رئيس الحكومة لا يتوانى عن الحضور في أنشطة محدودة التأثير خلال نهاية الأسبوع، بينما يغيب عن دعم فعالية قطاعية كبرى تعني آلاف الفلاحين والمنتجين.
أما جماعة أكادير، التي لا تتردد في تخصيص ميزانيات ضخمة لأنشطة ترفيهية ولقاءات بروتوكولية، فقد فضلت هذه المرة تجاهل المعرض بشكل تام، دون حتى حضور رمزي أو دعم لوجستي، في خطوة تعاكس المعلن من شعارات تنمية الفلاحة والنهوض بالجهة التي تعد من أهم الأقطاب الفلاحية بالمملكة.
هذا التجاهل المزدوج أثار حفيظة المشاركين والزوار، الذين عبّروا عن امتعاضهم من هذا “الصمت الرسمي”، متسائلين عما إذا كانت الحكومة الحالية، بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، قد تخلت فعلاً عن دعم الغرف المهنية وقضايا الفلاحين بجهة سوس ماسة.
وفي سياق متصل، طالت الانتقادات مديرية تنمية سلاسل الإنتاج بوزارة الفلاحة، وعلى رأسها أحمد البواري، بسبب ما اعتُبر تفضيلاً واضحاً لدعم معارض جهوية أخرى كمعرض بركان، في مقابل تجاهل تام لثاني أكبر معرض فلاحي بالمغرب.
ويرى المتتبعون أن هذا التهميش يبعث برسائل سلبية للمشتغلين بالقطاع الفلاحي، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية الحكومة ومكوناتها في دعم الفلاحة بجهة لطالما شكلت ركيزة من ركائز الأمن الغذائي الوطني.