م.ب/العيون
قررت جبهة البوليساريو تأجيل مؤتمرها الشعبي العام الذي كان من المقرر عقده قبل نهاية السنة الجارية، في خطوة كشفت عن تصاعد التوترات الداخلية وفقدان القيادة لزمام السيطرة داخل مخيمات تندوف.
القرار الذي وصفته مصادر مطلعة بأنه “اضطراري”، جاء بعد تقارير أمنية حذّرت من احتمال تحول المؤتمر إلى منصة احتجاجات واسعة يقودها شباب غاضب وتيارات إصلاحية تطالب بتغيير القيادة وإنهاء سنوات من الجمود.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن قيادة الجبهة تلقت تحذيرات من أجهزتها الأمنية حول احتمال اقتحام قاعات المؤتمر أو تعطيله، بل وحتى تهديد سلامة الصحفيين والضيوف الأجانب الذين كان يُرتقب حضورهم.
وتأتي هذه التطورات وسط احتقان غير مسبوق في المخيمات بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، واتهامات بالفساد وسوء التدبير الموجهة إلى القيادة الحالية، إضافة إلى نشاط مجموعات شبابية تدعو إلى إصلاحات سياسية وهيكلية عميقة داخل الجبهة.
ويرى مراقبون أن قرار التأجيل يحمل بعدًا سياسيًا واضحًا، إذ يتزامن مع اقتراب صدور تقرير مجلس الأمن الدولي حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، والذي يُتوقع أن يجدد دعم المجتمع الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي.
وهو ما يضع قيادة البوليساريو أمام مأزق متزايد داخليًا وخارجيًا، بعد تراجع الدعم الخارجي وتفاقم الانقسامات التنظيمية داخل صفوفها.
وبذلك، يعكس التأجيل حالة الارتباك والضعف التي تعيشها الجبهة في مواجهة واقع سياسي جديد لم تعد قادرة على التحكم في مساره.