أعلنت حكومة بريتوريا تعيين سفير رسمي لدى جبهة البوليساريو الانفصالية، في انتهاك صارخ للأعراف الدبلوماسية ومبادئ القانون الدولي. وقدم هذا السفير أوراق اعتماده لزعيم الجبهة الوهمية، في موقف يجسد استمرار تبعية جنوب أفريقيا للأجندة الجزائرية، ضاربة بعرض الحائط كل المساعي الرامية إلى إيجاد حل سياسي واقعي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
هذه الخطوة العدائية تأتي في وقت يشهد فيه ملف الصحراء المغربية تحولات إيجابية ودعمًا دوليًا متزايدًا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والتي تحظى بتأييد قوى دولية وازنة مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وإسبانيا، فضلًا عن عشرات الدول الإفريقية والعربية التي عززت موقفها الداعم بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة. هذا الواقع الجديد يجعل قرار بريتوريا خارج السياق الدبلوماسي العالمي، ويكشف عزلة نظام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يبدو مصرًا على تبني مواقف متجاوزة تخدم مصالح قوى إقليمية معادية للمغرب.
ورغم أن المغرب لطالما مدّ يده لتطوير العلاقات الثنائية مع جنوب أفريقيا على أسس التعاون المشترك، إلا أن بريتوريا تواصل الارتهان لأوهام الماضي وتكريس العداء الممنهج للمملكة. غير أن هذه التحركات لن تغير من المعادلة الدولية التي باتت تصب في مصلحة المغرب، بل تؤكد أن جنوب أفريقيا اختارت الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ، معزولة عن الاتجاه المتنامي نحو حل سياسي قائم على الواقعية واحترام السيادة الوطنية.