الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
لا أحد يشك أن العلاقات المغربية الألمانية تعرف اضطرابات وتوترات وتجاذبات واسعة بشأن الموقف الألماني الغامض أو المزدوج إزاء انزعاجه بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ، وعدم استدعاء المغرب للمشاركة في مؤتمر برلين بخصوص الملف الليبي خلال العقدين الأخيرين، وذلك في ظل مواصلة النظام الجزائري في السلوكات اللامسؤولة ،والتشويش على الانتصارات الدبلوماسية والمكاسب السياسية والتنموية الميدانية للمملكة.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا خلال انتخابها للزعيم الاشتراكي أولاف شولتس مشتشارها الألماني الجديد، اعترفت بالمبادرة المغربية لمقترح الحكم الذاتي للنزاع الإقليمي المفتعل بتاريخ 13 ديسمبر 2021 حسب بيان وزارة الخارجية الألمانية، وهذا ما تم تعزيزه من خلال توصل العاهل المغربي الملك محمد السادس برسالة من الرئيس الألماني فرانك والتر شتينماير حول دعوته إلى زيارة ألمانيا بتاريخ 5 يناير 2022 كما هو مؤكد في بلاغ الديوان الملكي.
كما أن متطلبات نجاح العلاقات المغربية الألمانية يقتضي أولا وقبل كل إدراك ألمانيا أربعة محددات التي وضعها الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة المؤرخ في 6 نونبر2021 ، والتي تتمثل أساسا في استحضار قضية الصحراء المغربية أي خطوة اقتصادية أو تجارية للدول الغربية أو الأوروبية، وحصول المتغيرات السياسية في ألمانيا خلال انتخاب المستشار الألماني الجديد، والواقعية الألمانية التي تقف على حقيقة الأمور بخصوص الخيارات السيادية للمغرب في صحرائه ، وتقوية علاقاتها مع المغرب في الشق الاقتصادي والاستخباراتي، والزخم السياسي والدبلوماسي للمملكة.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: هل ستستفيد ألمانيا من صحوتها وعلاقاتها الجديدة مع المغرب بشأن تعزيز التعاون البناء المبني على الندية؟.