جيهان حطاط تكتب: بكالوريا كورونا تاريخية وستظل في ذاكرة المغاربة

جيهان حطاط : بكالوريا كورونا تاريخية وستظل في ذاكرة المغاربة

جائحة كورونا حتمت على العالم و على المغرب بالخصوص اعتماد تقنية جديدة للتعليم وفرض حجر صحي , و ذلك للحد من انتشار فيروس كورونا و السيطرة عليه, وهذه التقنية جاءت في اطار استكمال البرنامج التعليمي و عدم الخضوع لصعوبة الظروف و الاقرار بسنة بيضاء و التي كان سيكون لها الكثير من التأثيرات السلبية على المستوى النفسي عند المواطنين و المواطنات الشباب منهم و الاطفال.

واجه الأساتذة اليوم في ظل ظرفية وباء كورونا تحدي جديد لم يكونوا مستعدين له و لم يحصلوا على أي تكوين في هذا الإطار إلا أن هذه الفئة من الموظفين كانت ولا تزال الفئة المكافحة و المناضلة باسم أبناء الشعب و تواجه مختلف التحديات لتأطير و تكوين تلاميذهم فالصيغة الجديدة طرحت مجموعة من الاكراهات و منهم من لم يواكبها باعتبار أن هذه الصيغة لم تقدم ذلك البديل المطلوب، كما أن العديد من الأطر التربوية لم تنل إعجابهم هذه الصيغة بالنسبة للتعليم العالي بحيث لا تتوفر على مبدأ تكافؤ الفرص نظرا للواقع الاجتماعي الذي ينحدر منه العديد من الطلبة لان اغلبهم من الوسط القروي مما يؤدي إلى إقصائهم و تهميشهم باعتبار ان اغلب الأسر لا تتوفر على الوسائل التي من خلالها سيتابع الطالب دروسه نظرا لضعف الإمكانيات الإعلامية و ضعف شبكة الاتصال أو التواصل في مناطق عديدة، أما تعامل الأساتذة مع هذه الصيغة فجعلتهم يواجهون صعوبة في التعامل معها و هذا راجع لضعف مستواهم الرقمي و التكنولوجي لان اغلب الأساتذة ليس لديهم إلمام كبير بالمجال التكنولوجي لان هذه المنصات تتطلب تقنيات عالية من طرف الأساتذة من اجل تعميم دروسهم النظرية، غير أن الوزارة المعنية تؤكد على ضرورة تأطير مشاريع نهاية الدراسة أي تأطير البحوث حتى يتمكن الطلاب من استكمال بحوثهم و عدم الحاجة لإضافة فصل دراسي.

و نحن الان امام تحدي جديد تحدي اجتياز امتحانات الاولى و الثانية باكالوريا ولابد على التلاميذ ان يكونوا قد استفادوا من الحجر الصحي و التركيز على دروسهم و استغلال هذه الحالة في العمل الجاد والدؤوب والتحضير الجيد للامتحانات إن هم أرادوا فعلا الحصول على شهادة البكالوريا بأريحية وبمعدلات تشرفهم و تشرف أسرهم، وتخول لهم استكمال دراساتهم العليا بالتخصصات التي تتوافق ومؤهلاتهم بالمعاهد والكليات الوطنية أو الأجنبية، كما ان ابرز مقومات النجاح الايمان التام بالوصول الى الهدف المطلوب و تقدير تضحيات الابوين و فعل كل ما يتطلب لتوفير لأبنائهم الوسط الجيد و الاحتياجات الكافية للدراسة و الابتعاد عن كل ما يبعث في النفس اليأس و الاحباط.

و لاجتياز الامتحانات في افضل الظروف تقوم وزارة التربية الوطنية باتخاذ اجراءات احترازية عديدة و الكثير من التدابير و القرارات من اجل اجراء الامتحانات في الوقت المقرر, شهر يوليوز بالنسبة للامتحان الوطني و شهر شتنبر بالنسبة لأولى باكالوريا، كما ان الوزارة المعنية تعهدت بالقيام بإجراءات وقائية أكثر صرامة للحفاظ على سلامة المترشحين وأطر المراقبة والإشراف على سير امتحانات البكالوريا وذلك عبر تعقيم مختلف مرافق مراكز الامتحانات وتوفير الأعداد الكافية من الأقنعة الواقية وأجهزة قياس الحرارة، الالتزام بقواعد النظافة واحترام التباعد الاجتماعي والتقليص من أعداد المترشحين داخل القاعات، واستعمال المنشآت الرياضية عند الضرورة وتدبير الإطعام والتنقل، وهي الترتيبات التي من شأنها الإسهام في الحد من انتشار جائحة كورونا ومحاربة ظاهرة الغش كذلك.

امتحانات الباكالوريا لسنة 2020 ستضل في الذاكرة و سيذكرها التاريخ فهذه السنة ليست كغيرها، ستجرى في ظروف استثنائية جراء الازمة التي تمر منها بلادنا، لكنها لن تحول دون القدرة على كسب رهان التنظيم المحكم للوزارة المعنية و مرور الامتحانات بكل مصداقية لكي لا تؤثر على التلاميذ مستقبلا.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *