حزب الاستقلال.. صراعات داخلية تبعِده عن المنافسة على صدارة المشهد السياسي 2026

فريد لحلو
يبقى سؤال قدرة حزب الاستقلال على المنافسة على صدارة المشهد السياسي في المغرب محور اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، لكن الوقائع على الأرض تؤكد أن هذه الفرضية بعيدة جداً على التحقيق في الأمد القريب بسبب الأزمات التي تنخر البيت الاستقلالي داخلياً وتعيق قدرته على لمّ شتات قواعده والنهوض مرة أخرى.

فالشقاق الداخلي داخل الحزب لم يصل بعد إلى تسويات، حيث يستمر صراع الأقطاب والنفوذ بين تيار نزار بركة الأمين العام للحزب وتيار ولد الرشيد القطب الصحراوي القوي.

هذه الخلافات التي عرضت الاستقلال إلى هزات داخلية غير مسبوقة لم تنحصر ضمن قيادة الحزب بل تفشت لتطال الأقاليم والنخب والمنتخبين على حدٍّ سواء.

نزار بركة وجد نفسه في السنوات الأخيرة في موقعٍ ضعيفٍ داخليا حيث لم يتمكن من تطبيق رؤيته ولا من تمرير مشاريعه بسبب النفوذ القوي التي يتمتع به ولد الرشيد داخل الأجهزه التقريرية للتنظيم.

ويعتبر مراقبون أن بركة أصبح «رهينة» في يد تيّارات داخلية قوية داخل الاستقلال على رأسها تيّار ولد الرشيد ما قلل قدرته على اتخاذ القرارات دون موافقة ضمنية منه.

كما أن ولد الرشيد يتمتّع بأجندات محليّة أكثر منها وطنية، حيث يسخّر علاقاته للتعيينات في المناصب الوزارية ويضع الأقارب في مراكز القرار ضمن مؤسسات عمومية.

هذه التوجهات «الشخصية والنفعية» حسب متابعين،أبعدت الحزب أكثر فأكثر على المنافسة الحقيقة على صدارة الخريطة السياسية في المغرب.

وأمام هذه الأوضاع المعقدة داخليا، يجد الاستقلال نفسه في موقعٍ صعبٍ مقارنة بأحزاب أخرى قوية على الساحة الانتخابية مثل التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة. ويعمق هذه الأزمة توقيف ومتابعة عددٍ من الأعيان والمنتخبين الاستقلاليبن بسبب ملفات تتعلق بالفساد وسوء التسيير، ما يزيد صورة الحزب اهتزازا في عيون الرأي العام ويضعف قدرته على إقناع الناخبين بخطابه ومشروعه.

هكذا يتّضح أن التصدر على الساحة السياسية يتطلب داخلياً وحدة قوية ورؤية واضحة ومصداقية في تدبير الشأن الداخلي والخارجي.

لكن في ظل التصدع والنزاعات التي تنخر حزب الاستقلال، يبدو أن قدرته على المنافسة على الرتبة الأُولى أو حتى الثانية ضمن الخريطة السياسية في المغرب أمر صعب جداً في الأمد القريب على الأقل.