ذكر مصدر مطلع أن حزب الاستقلال بدأ عملياً خطوات فك الارتباط بتحالفه الحكومي، واضعاً نصب عينيه موعد انتخابات 2026، التي يُرتقب أن تفرز ما بات يُعرف في الكواليس بـ”حكومة المونديال”، في إشارة إلى الحكومة التي ستشرف على الاستعدادات الكبرى لتنظيم كأس العالم 2030.
وكشف نفس المصدر أن قيادة الحزب شرعت فعلياً في إعادة ترتيب أوراقها السياسية والإعلامية، وناقشت خلال اجتماعات مغلقة إمكانية القطيعة التدريجية مع “الأحرار” و”البام”، خاصة في ظل ما تعتبره “تهميشاً ممنهجاً” للدور الاستقلالي داخل الأغلبية، وهيمنة ملحوظة من طرف حزب رئيس الحكومة على مفاصل القرار.
وفي خطوة غير مسبوقة، قالت المصادر إن الحزب انخرط في مشروع تواصلي جديد يتضمن استخدام شخصيات افتراضية مصمّمة بالذكاء الاصطناعي، موجهة خصيصاً لجمهور الشباب على منصات التواصل الاجتماعي، في ما يشبه حملة انتخابية سابقة لأوانها، تتبنى خطاباً سياسياً مغايراً لما هو مألوف، وتُروّج لصورة “استقلال جديد” أكثر حضوراً وانفتاحاً.
وبينما تُروج قيادات استقلالية لهذا التوجه باعتباره ابتكاراً تواصلياً مطلوباً في زمن الرقمنة، يرى مراقبون أن الأمر يعكس تحولاً استراتيجياً في تموقع الحزب، ورغبة واضحة في فك الارتباط مع حكومة أخنوش التي لم يتردد نزار بركة، الأمين العام للحزب ووزير التجهيز والماء، في انتقاد أدائها علناً في أكثر من مناسبة.
مصدر من داخل اللجنة التنفيذية أفاد أن الحزب بصدد إعداد سردية جديدة تُعيد ربطه بالطبقات الشعبية والوسطى، وتُقدّمه كبديل متزن وقادر على قيادة المرحلة المقبلة، حتى لو تطلب الأمر العودة إلى تحالفات تاريخية مع مكونات “الكتلة الديمقراطية”، في مواجهة ما وصفه بـ”الهيمنة الزرقاء” داخل الحكومة الحالية.
في المقابل، يتابع “البام” هذا التحول بحذر، خاصة بعد أن بلغته معطيات عن توجه حزب الاستقلال للتنسيق مع شركات تواصل لإطلاق حملة “ناعمة” تعزز حضوره السياسي على الأرض وفي الفضاء الرقمي.
ولا تُخفي بعض الأوساط داخل الدولة قلقها من هذا المسار التصادمي بين مكونات الحكومة، وسط حديث متزايد عن سيناريوهات بديلة قد تشمل حتى الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها إذا انفجرت التوازنات داخل الأغلبية بشكل نهائي.
والأكيد أن معركة حكومة المونديال انطلقت بالفعل، ولكن تحت الطاولة، والأحزاب الكبرى تتحرك بخطى متسارعة، كل بطريقته، نحو حسم المواقع قبل أن يُفتح رسمياً باب التنافس.