الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
من البديهي أن المبعوث الشخصي للأمين العام لدى الأمم المتحدة الذي يزور البلدان المغاربية المعنية بقضية الصحراء المغربية، تنتظره تحديات كبرى بشأن التفاوض والتباحث والتشاور السياسي من أجل إيجاد الحل السلمي للنزاع المفتعل أو التسوية السياسية القائمة على الواقعية والتوافق، وذلك تماشيا مع مستجدات وتطورات المسلسل الأممي التي يشرف عليه المنتظم الأممي في شخص أجهزته، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والأمين العام ومبعوثه الشخصي للأمم المتحدة.
كما أن الزيارات الإقليمية للمبعوث الشخصي لدول المغربي العربي المعنية بهذا النزاع الإقليمي المفتعل خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 19 خلال شهر يناير 2022 ، تأتي في سياق دولي وإقليمي مشحون بالعديد من التحولات الجارية في النظام الدولي، وتزايد التطورات الميدانية العميقة والسريعة والمتلاحقة، وحجم المتغيرات الجيو السياسية بين تكتل الولايات المتحدة الأمريكية مع الغرب والتحالف الصيني الروسي، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وإسبانيا المبادرة المغربية لمقترح الحكم الذاتي حسب وكالة الأنباء الإسبانية يوروبا بريس بتاريخ 14 يناير 2021 من جهة، واستمرار التحديات الوبائية في شتى أرجاء العالم، وتصاعد التوترات والخلافات والاختلافات السياسية والأمنية في القارة الإفريقية على حد سواء من جهة أخرى.
وينبغي التذكير إلى أن هذه الزيارات الإقليمية للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة هي ترجمة فعلية وجادة ومسؤولة للمنتظم الأممي من أجل الإسراع في طي هذا النزاع الذي عمر طويلا في أروقة الأمم المتحدة، نتيجة نهج النظام الجزائري مجموعة من السلوكات اللامسؤولة وخلق عدد من الأطروحات الاستفزازية لتعطيل المساعي الحميدة والجهود الحثيثة والمستمرة والمتكررة للدبلوماسية المغربية الناعمة ، فالمغرب يواصل بكل ثبات وحزم وثقة بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس الانتصارات الدبلوماسية وتعزيز المكاسب السياسية والتنموية والميدانية بخصوص قضية الصحراء المغربية، حسب ما تضمنه وأكده قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 المؤرخ في 29 أكتوبر 2021 .
ومن جانب آخر ، فإن المبعوث الشخصي للأمين العام لدى الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا نوها بمجهودات المملكة المغربية في تحقيق السلم والأمن الدولي في منطقة شمال غرب إفريقيا، وبجدية ومصداقية المبادرة المغربية لمقترح الحكم الذاتي المؤرخ في 11 أبريل2007 خلال اجتماعه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة والسفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى هيئة الأمم المتحدة عمر هلال بتاريخ 13 يناير 2021 الذي أكد بشكل واضح على أهمية التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على أساس التوافق.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة: هل سينجح المبعوث الشخصي للأمين العام لدى الأمم المتحدة بتحريك المياه الراكدة واستئناف مفاوضات الموائد المستديرة والتوصل إلى مخرجات واقعية وتوافقية وعملية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل؟ وبعبارة أخرى ماهي الخطوات المتعبة لهذا المبعوث الشخصي مستقبلا بعد هذه الزيارات الإقليمية؟.