حفيظ البنعيسي يكتب: كتب بلعواد ورمي الواد

عرفت مدينة صفرو، تزايدا ملحوظا في عدد من المظاهر التي تقلق راحة الساكنة من بين هذه الظواهر ترويج المخدرات والإجرام والدراجات النارية ذات المحرك الكبير، وانتشارالمتشردين والمرضى النفسيين.

فقد اضحت هذه الظواهر، مصدر قلق تؤرق راحة الساكنة خصوصا الدراجات النارية، بسبب الطرق والوسائل التي يسلكها أصحابها، والذين جعلوا منها وسيلة إزعاج، وكذا تهديدا لسلامة أرواحهم وأرواح المواطنين.

فبعدما كانت وسيلة نقل لتقريب المسافات اصبحت اليوم أكثر من سابقتها تؤرق راحة الساكنة، وقلقهم من هذه الأصوات المزعجة التي تعكر صفو راحتهم داخل وخارج مساكنهم، ومصدر
خوفهم على فلذات أكبادهم، من السرعة الفائقة التي يقود بها هؤلاء الشبان دراجاتهم النارية.

فمع بداية كل فصل الصيف، تبدأ جحافل من الدراجات النارية تظهر بشوارع المدينة، وازقتها والأماكن المزدحمة، و الساحات العمومية، تتسابق فيما بينها بسرعة جنونية معرضين أنفسهم وكذا المواطنين للأذى، زيادة على شلل حركة النقل.

كما انهم يتنافسون فيما بعضهم، ويقومون بالعديد من الاستعراضات البهلوانية، غير مبالين بالضجيج والازعاج الذي يسببانه للساكنة، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل دون احترام ومراعاة الأطفال والمرضى والشيوخ والعاملين في الصباح الباكر.

وفي ظل هذه الفوضى العارمة، وعدم احترام المواطن، وتجاوز السرعة داخل الشوارع والازقة الضيقة وعدم استعمال لوازم السلامة الجسدية تجنبا للاصابات الخطيرة في حالة وقوع حوادث كارثية، اضافة ان العديد منها بدون وثائق قانونية، وبدون رخصة سياقة الدراجات الكبيرة، عبر العديد من المواطنين عن استياءهم الشديد وسخطهم إزاء ما يقوم به عدداً من هؤلاء الشباب.

كما أعرب المواطنون عبر المواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم من هذه الظاهرة الجديدة القديمة، مطالبين تدخل رجال الامن، والقيام بحملات تطهيرية، والضرب بيد من حديد على المخالفين للقوانين كما يطالبون بإزالة ”الشاكمة” المسببة للاصوات المرتفعة والممنوع وطنيا ودوليا.
ولعل هذا التلوث السمعي تكون له عدة انعكاسات سلبية وإن كانت خفية على الصحة النفسية والبدنية للساكنة بمختلف شرائحها وأعمارها، إذ إن الضوضاء الشديدة تزيد من ارتفاع ضغط الدم بتأثيرها على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب؛ وهو ما يؤدي إلى انقباضها ويفضي إلى الشعور بالصداع.

ولقد أكد بعض الأطباء إلى أن الأصوات المرتفعة قد تؤدي إلى الوفاة اختناقاً بالنسبة إلى مرضى القلب والقولون العصبي. كما أضاف الأطباء أن هذا النوع من التلوث يزيد من تفاقم قرحة المعدة والاثنى عشر، حيث تفرز المعدة الحساسة والجهاز العصبي المرهف حمضاً لمواجهة سماع هذه الأصوات. وأيضاً تحدث انقباضات في جدار الأمعاء، ويزداد القولون انتفاخاً إلى حد أنه يضغط على الحجاب الحاجز محدثاً اختناقات مفاجئة ربما تنتهي بالموت المفاجئ دون مقدمات.

فلهذا كتبت عنوان هذا المقال كتب بلعواد ورمي الواد لأن كل المسؤولين الكبار بمدينة صفرو يقطون خارجها ولايتأثرون بهاته الأصوات والمعانات التي نعيشها يوميا جراء الدراجات النارية هم يأتون لسويعات بسيطة لعملهم وفي بعض الأحيان لايأتون أصلا لو كانو يعيشون وسط الضوضاء التي نعيشها يوميا لقامت الدنيا وقعدت لكن المواطن العادي لهلا يقلب.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *