الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
يعد الاتصال الأمريكي الروسي بين بايدن وبوتين بتاريخ 12 فبراير 2022 من بين الخيارات الدبلوماسية التي تنهجها البلدين بشأن البحث عن التنازلات والضمانات بشأن المخاوف والمطالب الأمنية، وذلك تماشيا مع المبادرات والإسهامات والجهود الأوروبية في خفض التصعيد والتجاذبات والانقسامات السياسية بشأن الوضع الأوكراني الذي يسوده لغة الوعيد والتهديد من خلال افتعال الحرب بين أوكرانيا وروسيا سواء من جانب بريطانيا من جهة، وفرنسا من جهة أخرى، وتفعيلا للاجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن مناقشة الردود والإجابات الغربية للضمانات الأمنية بتاريخ 14 فبراير 2022 ، وامتثالا لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتاريخ 14 فبراير 2022 حول تأكيد هجوم روسيا على أوكرانيا بتاريخ 14 فبراير 2022.
وتجدر الإشارة إلى أن حقيقة الدور الأوروبي يتجلى أساسا في زيارة ألمانيا في شخص المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 7 فبراير 2022 الذي يدرس مع الرئيس الأمريكي جو بايدن تطورت الأزمة الأوكرانية بين موسكو وكييف، لاسيما فيما يتعلق بالعقوبات الواقعة على روسيا وخط أنبوب الروسي نورد ستريم 2 حسب ما هو مدون في بيان البيت الأبيض، أضف إلى ذلك زيارتي المستشار الألماني إلى أوكرانيا بتاريخ 14 فبراير 2022، وإلى ألمانيا بتاريخ 15 فبراير 2022 بشأن إيجاد المحاولات السياسية الجادة وتعزيز المساعي الدبلوماسية الحثيثة حول المسائل الأمنية.
كما أن التطورات الميدانية المتسارعة بين بايدن وبوتين، أدت إلى عدم توصل تركيا للعب الدور الوسطي في تقارب وجهات النظر بين موسكو وكييف بشأن حلحلة وإيجاد حلول سلمية بشأن مجريات وأوضاع الأزمة الأوكرانية.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: هل ستنجح المفاوضات الأوروبية في التوصل إلى حل سياسي وواقعي وبراغماتي وتوافقي بشأن الأزمة الأوكرانية؟ وبعبارة أخرى هل المستشار الألماني سيخرج بتوافقات وتفاهمات لطي هذا الخلاف الجيو السياسي من خلال زيارته إلى أمريكا وأوكرانيا وروسيا؟.