حين تنتصر التفاهة على المعقول في العالم الافتراضي..هل سيتغير حالنا مابعد زمن كورونا؟

هشام كندالي

أحيانا تكون بعض التدوينات خارجة من القلب ومكتوبة بأسلوب سلس وتلامس الواقع المعاش، وتطرح من من خلالها أسئلة حارقة تخص الوطن، أو تكشف عن جانب ظل مستور يدخل في خانة (الطابوهات)،لكن لا تجد تفاعلا إيجابيا ولو من باب التقويم والنقد البناء حتى ،في فضاء يعم بالتفاهات ،وعندما نقول التفاهات ،فهذا لا يحتاج إلى إحصائيات، لأن الكل مؤمن بذلك ،وأصبحت قناعة لدى الجميع.

والدليل الملموس،هو تلك « المواضيع » التي تكاد تهيمن بتفاهاتها على العالم الافتراضي بكل مكوناته، وأكثر شيوعا ،وتجد لسبيلها تفاعلا يقل نظيره مقارنة مع مواضيع أخرى،تهدف إلى التوعية والتحسيس والتصفيق، فمثلا عندما تجد بعض « الشيوخ » الذين لا يجيدون إلا التكفير طريقة في علاقاتهم بالفضاء الأزرق، يحتلون الصدارة في عدد المشاهدات ،وتجد نساء ورجالا أميين جهلة يستعملون وسائل النصب ،يتصدرون مواقع التواصل الاجتماعي،كأنهم حققوا سبقا علميا ووصلوا إلى لقاح خاص بكورونا، مع العلم أن سلعتهم ليست سوى الكذب والافتراء ،محققين من وراء ذلك ثروة طائلة ،وتجد التافهين في زمننا البئيس يعتبرتم من » المؤثرين » على شبكة التواصل الاجتماعي ، فهذا يعني أن الأمور لاتبشر بالخير .

اليوم ونحن نرى ما نرى من تفاهة وسطحية ،نتساءل بحرقة ،أما حان الوقت لكي نقوم بترتيب أولوياتنا ونراجع أنفسنا في زمن الحجر الصحي، ونحاول أن نعيد للمعقول هيبته واعتباره لأنه تبهدل من طرف التافهين والتافهات.

هي فرصة لا تعوض، وقد أبان زمن كورونا هذه العيوب القاتلة ،وهذه البركة المتعفنة الآسنة التي مرغت فيها هذه الكائنات البشرية أجسادنا في هذا الوحل ،نتمنى أن نستفيد من العبر و الدروس، ومهما يكن فلي قناعة راسخة ،أن مابعد زمن كورونا، لن يكون بالتأكيد مثل ماقبله، هكذا تخبرنا التجارب البشرية منذ وباء الطاعون، كما دون ذلك التاريخ ،فعل نحن متعظون؟!.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *