علي الغنبوري
لا يمكن لعاقل اليوم ان يجادل في المجهودات الاستثنائية و المتميزة التي يقوم بها المغرب في اطار مكافحته للارهاب و تجفيف منابعه، فقدرة اجهزته الاستباقية على خنق و محاصرة الخلايا الارهابية التي تتشكل يوم بعد يوم ، اصبحت مثار تقدير و اعجاب من داخف و خارج المغرب .
الارهاب بالمغرب ، هو خطر قائم، يعي الجميع وجوده ، و يستشعر خطورته ، و لا يمكن لاحد ان ينفي هذا الخطر الذي تجسده عدد من العناصر المتطرفة الموجودة بيننا ، و التي ما تفتئ عن ابداء هذا التوجه من خلال خطاباتها و سلوكاتها المجتمعية المتطرفة .
ما تقوم به الاجهزة الامنية اليوم ، يجب ان يشكل موضوع اجماع لدى مختلف التوجهات الوطنية و القوى السياسية و المجتمعية ، فهي اليوم تحولت الى درع واقي للمغرب و مؤسساته و مكوناته المختلفة و المتنوعة من هذا الخطر ، الذي يهدف الى ضرب الوطن و تفكيك بنايته وفق اجندات لا وطنية معلنة .
للاسف هذا الاجماع تحول الى فرصة و مناسبة لدى البعض لتصفية حساباته السياسية و الانانية و الذاتية على حساب امن و طمانينة المغاربة ، و بدأ يدفع بطرح التشكيك في هذا التصدي المتميز و الجبار للمغرب و مؤسساته للارهاب .
خروج زوجة ارهابي تمارة مؤخرا في احد المواقع المعروف خطه التحريري و من يقف ورائه ، للتشكيك في تورط زوجها في الخلية الارهابية المفككة مؤخرا ، يحمل في طياته كثيرا من الابتزاز الاعلامي الذي تدفع به بعض الاطراف ، التي وجدت نفسها بين عشية وضحها خارج دائرة الفعل السياسي المخصب بالريع و “السيبة” .
و اذا كان من الطبيعي ان تدافع هذه الزوجة عن زوجها ، انطلاقا مما تؤمن به من افكار و قناعات تجعل مما قام به و ما كان ينوي القيام به جهادا ، فان من تحرك نحوها لاعطائها فرصة الظهور الاعلامي ، لم يكن هدفه الدفاع عن هذا الارهابي ، بل كان هدفه الطعن و التشكيك في مجهود المؤسسات الامنية الوطنية ، و المساومة و الضغط الاعلامي ،مقابل قضايا و ملفات اخرى تبث تورطه فيها ،و جعلت هامش حركته المبني على “ناكلو او نشربو او ما يهضر معانا حد” شبه منعدم .
ما تقوم به هذه الاطراف اليوم ، لم يعد موضوع تشكيك او مساومة وضغط ،بل الامر تحول الى تهديد حقيقي لامن المغرب ، من خلال ما يخلفه من ارباك و التباس و تعويم لخطر الارهاب القائم بالبلاد ، وهو ما يشكل غطاء لممارسات ارهابية تهدف الى المس بسلامة الوطن .
ان التشكيك في ما يقوم به المغرب اليوم من مجهودات و تصدي حازم للارهاب ، هو تشكيك في كل مؤسسات الوطن ، و مشاركة حقيقية في نشر الاجرام و التشجيع على القيام به ، و حماية للارهاب و الارهابيين.
اي محاولة لعزل المؤسسات الامنية عن السياق المؤسساتي الوطني ، لا يمكن تصنيفها الا في خانة السعي نحو اضعاف الوطن و تكبيل ادرعه و محاصرة مجهوداته في محاربة الاخطار التس تتربص به و تحاول الانقضاض عليه .
للاسف هناك اطراف تسعى نحو هذا الفصل ، في محاولة بئيسة لتصفية حساباتها الضيقة ، مع هذه المؤسسات ، في اطار منطق ” ترجاع الصرف” على الضربات المتتالية التي تلقتها منعا لاستفحال عربدتها و غوغائيتها و توجهاتها التخريبية .
ما يجب ان تفهمه اليوم هذه الاطراف التي تدفع عمدا نحو زرع الشك و الالتباس فيما يخص خطر الارهاب ،ان المغاربة اليوم لهم من الوعي ما يكفي لمعرفة الصالح و الطالح ، و لتحديد الدوافع الانتهازية و العبثية التي تحرك البعض ، كما ان الذاكرة الجماعية للمغاربة تحتفظ لهؤلاء بكل اللحظات و المواقف التي اصطفوا فيها ضد حقوقهم و كرامتهم و حريتهم .