
هاشتاغ
في خطوة أقل ما توصف به أنها “مشبوهة وغير بريئة” خرج الصحفي المغربي نور الدين لشهب ليلة الجمعة ببث مباشر ناري على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، كشف فيه عن وقائع صادمة تهز أركان المشهد الإعلامي والسياسي المغربي واضعًا أصابع الاتهام في اتجاهات متعددة أبرزها الناشطة المثيرة للجدل مايسة سلامة الناجي، ورئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وبلهجة حادة تكشف حجم الغضب فضح لشهب ما وصفه بـ”الوجه الحقيقي لمايسة” التي كانت حتى الأمس القريب تقدم للرأي العام كصوت مستقل، فإذا بها – حسب تعبيره – مجرد أداة مأجورة تحركها أجندات مشبوهة.
لم يكتف لشهب بتوجيه اتهامات عابرة بل قدّم رواية دقيقة مدعمة بأسماء وأرقام وتواريخ، كاشفا أن مايسة نفسها صرحت له بتلقي 75 مليون سنتيم من أخنوش خلال فترة “البلوكاج الحكومي”، بهدف ضرب رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران قبل أن تحصل لاحقًا على شيك إضافي بقيمة 60 ألف درهم.
وتساءل المتابعون بدهشة: هل نحن أمام شبكة منظمة لتوجيه الرأي العام من داخل مواقع التواصل الاجتماعي تدار من خلف الستار بتمويل سياسي قذر وتواطؤ إعلامي مفضوح؟
المثير في خرجات لشهب أنه لم يبرئ نفسه من العلاقة السابقة بمايسة بل اعترف بعلاقة إنسانية ومهنية معها مؤكداً أنه ساندها في نزاع مالي مع أحد الصحفيين دون أي دافع سياسي أو حزبي. لكنه صُدم – حسب روايته – بعد أن تخلت عنه وبدأت في مهاجمته بطريقة وصفها بـ”الدنيئة والانتهازية”، متسائلًا: “أين ذهبت شعارات الاستقلالية والنزاهة؟ ومن يحرّك هذه الوجوه التي تتحدث باسم الشعب؟”.
ورغم ما كشفه لشهب من تفاصيل صادمة عن “خداع مايسة لأخنوش”، يبدو أن الأخير نفسه لا يمانع استخدام مثل هذه “الأساليب القذرة” في صراعه السياسي، وهو ما يُفهم من ضلوعه – حسب تصريح مايسة – في تمويل حملات رقمية مضادة ضد خصومه السياسيين. هذه المعطيات، إن صحت، تجعل من عزيز أخنوش شريكًا مباشرًا في فضيحة إعلامية سياسية من العيار الثقيل.
وفي وقت تلوذ فيه مايسة بالصمت، وتغيب فيه التوضيحات الرسمية من محيط رئيس الحكومة، يطالب الرأي العام بتدخل النيابة العامة لفتح تحقيق فوري في هذه التصريحات التي تفضح إن ثبتت عمليات تلاعب خطيرة في المواقف الإعلامية وتشكل تهديدًا خطيرًا لنزاهة الحياة السياسية والإعلامية في المغرب.
لقد سقط القناع وانكشف المستور والفضيحة اليوم ليست فقط في ما قيل بل في صمت الجهات الرسمية واستمرار تقديم وجوه مطعون في مصداقيتها كأيقونات للرأي الحر بينما الحقيقة كما وصفها لشهب “أكثر قذارة مما يُقال على السطح”.
