دراسة: أنهار المغرب مهددة بالتلوث والإجهاد المائي

في الوقت الذي يواجه فيه المغرب ضغوطًا مائية متزايدة وعدم انتظام هطول الأمطار، تواجه بعض الأودية الكبيرة في المملكة مثل وادي سبو، تهديدات تلوث متزايدة.

إذ تبلغ مساحة حوض سبو حوالي 40 ألف كيلومتر مربع، وهو من أكبر أحواض المياه في المملكة ومصدر المياه لآلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية. ومع ذلك، وكباقي أنهار المغرب، يواجه وادي سبو تلوثًا يؤثر على جودة مياهه.

ففي دراسة حديثة، اهتم ثلاثة باحثين من قسم إدارة التربة والمياه التابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بهذه القضية، وقاموا بتجميع البيانات من محطات مراقبة جودة المياه.

وحذر الباحثون في دراستهم التي نشرت نهاية مارس الماضي من تراجع جودة المياه، واقترحوا « إجراءات عاجلة تتخذها السلطات ». وأشاروا إلى أن 59٪ من محطات مراقبة جودة المياه تؤكد أن جودة المياه آخذة في التراجع.

وذكروا بأن « نوعية مياه الأنهار تميل إلى التحسن خلال موسم الأمطار مقارنة بموسم الجفاف ». ومع ذلك ، « لا يمكن استخدام عدة أقسام (من سبو) في مكناس وفاس وإيناون للاستهلاك البشري أو الحيواني دون معالجة ». وتشير الدراسة إلى تواجد كميات غير معتادة من القولونيات البرازية والأكسجين المذاب وصيغة أيون الأمونيوم والفوسفور الكلي، من بين مواد أخرى على مدار العام، وتوضح أن تدهور جودة المياه يمكن أن « يؤدي إلى مخاطر محتملة على الصحة، إذا لم تتخذ السلطات قرارات مناسبة، حيث يتم استخدام مياه هذا النهر بانتظام للري ».

وقال الباحثون الثلاثة « يمكن أن تتراكم بعض الملوثات العضوية أو البكتيريا في المحاصيل، وتؤثر على صحة الإنسان والحيوان ».

« من الواضح إذن أن نقطة التلوث مثل تصريف المياه العادمة المنزلية والصناعية والتلوث المنتشر (الزراعة المكثفة وغيرها) هي السبب في تدهور جودة المياه في أنهار حوض سبو ».

وتزامن صدور هذه الدراسة مع مشكلة التلوث التي يعاني منها نهر أبي رقراق، والتي اشتكى منها عدد من سكان الرباط وسلا، وأرجع منتخبون جماعيون سبب المشكل إلى مطرح أم عزة الذي يوجد به صهاريح لجمع عصارة الأزبال.

وتشير دراسة ثانية أعدها خمسة باحثين مغاربة من مختبر الجيوفيزياء والمخاطر الطبيعية ومختبر الموارد الطبيعية والبيئة والتنمية المستدامة بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن التدهور المنتظم لتدفق المياه في مستجمعات المياه، في أبي رقراق يشكل مصدر قلق.

وتهدف الدراسة التي نشرت قبل أيام أيضا، إلى « تحديد المناطق الأكثر عرضة لتغير المناخ على مدى 36 عامًا من 1977 إلى 2013 ».

وحذر الباحثون من استمرار الاتجاه التنازلي في تدفق المياه في مستجمعات المياه في أبي رقراق، « على الرغم من العودة الهامة إلى حد ما إلى ظروف هطول الأمطار »، خلال الفترة المدروسة، وهم ما يتطلب بحثًا معمقًا حول هذه الظاهرة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *