كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الدولية للسمنة أن الباحثين في الصين أجروا مراجعة منهجية وتحليل تلوي لاستكشاف العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) وجودة السائل المنوي، ووجدوا أن السمنة وزيادة الوزن ترتبطان بشكل كبير بانخفاض جودة السائل المنوي ، مع تأثيرات أكثر وضوحًا لدى الرجال الذين يعانون من مستويات عالية من السمنة.
تأثير السمنة على جودة السائل المنوي
تؤثر مشكلة العقم على حوالي 15% من الأزواج في سن الإنجاب عالميًا، حيث تُعزى 20-70% من الحالات إلى عوامل ذكورية، أساسًا بسبب ضعف جودة السائل المنوي، وأظهرت الأبحاث انخفاضًا عالميًا في جودة السائل المنوي، مع تسجيل انخفاض كبير في إجمالي عدد الحيوانات المنوية وتركيزها من 1973 إلى 2011 في الدول الغربية، ومن 1981 إلى 2019 في الصين، وتشمل العوامل المساهمة في هذا الانخفاض العمر، ونمط الحياة، والتأثيرات البيئية.
يُعد مؤشر كتلة الجسم غير الطبيعي عامل خطر محتمل، نظرًا لزيادته العالمية، رغم أن عدة تحليلات تلوية تربط السمنة بتدهور معايير السائل المنوي، إلا أن النتائج غير متسقة بسبب القيود المنهجية، بما في ذلك تصنيفات مؤشر كتلة الجسم المختلفة والتحيزات المحتملة.
يحتاج الرابط بين مؤشر كتلة الجسم وجودة السائل المنوي عبر حالات الخصوبة المختلفة إلى مزيد من التحقيق، ولذلك، أجرى الباحثون في الدراسة الحالية مراجعة منهجية وتحليل تلوي لفحص الرابط بين مؤشر كتلة الجسم وجودة السائل المنوي، مع تقييم تأثير السمنة وزيادة الوزن عبر الأفراد ذوي حالات الخصوبة المختلفة والمواقع.
دراسة الرابط بين مؤشر كتلة الجسم وجودة السائل المنوي
تم تحديد إجمالي 50 دراسة من قواعد بيانات مثل Embase، PubMed، وWeb of Science، وشملت هذه الدراسات بيانات عن 71,337 رجلاً في الفئة العمرية 26-44 عامًا، وأبلغت الدراسات عن معايير السائل المنوي عبر فئات مؤشر كتلة الجسم، مثل حجم السائل المنوي، تركيز الحيوانات المنوية، الحركة الكلية، إجمالي عدد الحيوانات المنوية، الحركة التقدمية، والأشكال الطبيعية.
السمنة تؤثر على جودة السائل المنوي
أظهر الرجال الذين يعانون من السمنة انخفاضًا كبيرًا في معايير السائل المنوي مقارنة بالمجموعة المرجعية، بما في ذلك انخفاض قدره 0.24 مل في حجم السائل المنوي، 19.56 × 10⁶ في إجمالي عدد الحيوانات المنوية، 2.21% في الحركة الكلية، 5.95% في الحركة التقدمية، و1.08% في الأشكال الطبيعية، وبالمقابل، أظهر الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن انخفاضات أقل في حجم السائل المنوي (0.08 مل) والحركة التقدمية (2.91%)، دون تغييرات كبيرة في المعايير الأخرى، ووفقًا للدراسة، أدت السمنة من الدرجة الثانية والثالثة إلى تدهور أكثر وضوحًا في جودة السائل المنوي مقارنة بالسمنة من الدرجة الأولى، مع وجود تباين كبير بين الدراسات لمعظم المعايير التي تم تحليلها.
أظهر الرجال الذين يعانون من السمنة تدهورًا أكبر في جودة السائل المنوي مقارنةً بأولئك الذين يعانون من زيادة الوزن، مع تسجيل انخفاضات كبيرة عبر حالات الخصوبة المختلفة وطرق التقييم المختلفة، واختلف التأثير وفقًا للإرشادات المستخدمة لتقييم السائل المنوي وموقع الدراسة، كما تم تسجيل انخفاضات كبيرة في جودة السائل المنوي للرجال الذين يعانون من السمنة.
