بقلم: مصطفى الفن، منقول بتصرف
هل تتذكرون ذلك “الزمن الانتخابي” الذي قال فيه قادة حزب الأحرار الذي يقود الحكومة في شخص السيد أخنوش:
“إيلا المغاربة مقبطوش 2500 درهم من هنا 2026، يضربونا بالحجر”؟..
والحقيقة أن كل المؤشرات على الأرض تؤكد اليوم أن ساعة “التشيار بالحجر” قد دقت حتى قبل أن تنتهي ولاية حكومة السيد عزيز أخنوش..
طبعا لا أحد من المغاربة “سيضرب بالحجر” لأننا جميعا مسالمون وضد العنف تحت أي ظرف من الظروف..
لكن من المهم جدا أن أذكر بهذا الماضي القريب..
لماذا؟
لأن كل الوعود، التي أطلقها السيد أخنوش سواء في سياق انتخابي صرف أو في تصريحه الحكومي، تكسرت اليوم على صخرة الحاضر..
ويكفي أن نشير هنا إلى هذه الأرقام المخيفة التي أعلن عنها المندوب السامي للتخطيط في كل القضايا ذات الارتباط بحياة الناس وبمعيشة الناس وبكرامة الناس..
إنها أرقام تقول ربما كل شيء عن حصيلة “أسوأ” حكومة في تاريخ البلد..
الصديق والزميل توفيق بوعشرين لخص المخاطر كلها في عنوان دال:
“إلى أين تمشي البلاد”؟..
وفعلا، فحتى المستقبل بات مفتوحا على المجهول ونحن نرى كيف أصبح الرجل الثاني في هرم الدولة يتحدث من داخل المؤسسات الدستورية للبلد ليس كرئيس حكومة لجميع المغاربة..
لا..
المغاربة بالنسبة إلى السيد أخنوش ليسوا ربما سوى زبناء لا مواطنين..
ثم إن هذه أول مرة في تاريخ المغرب المستقل، أصبح عندنا رئيس حكومة يتحدث إلينا كرجل أعمال وكصاحب “هولدينغ” عائلي ولا يجد أي حرج في أن يعترض الصفقات السيادية للدولة من فوق الكرسي الحكومي..
بل وأيضا لا يجد أي حرج في أن يمنح الدعم العمومي لنفسه ولشركاته العابرة للحدود عبر لجان تقنية شكلية هو الذي يرأسها ويعين رؤساءها وأعضاءها على المقاس..
كما أن السيد عزيز أخنوش لم يعد يخفي هذا “الممارسات” المدانة مثل ما وقع في قضية صندوق المقاصة..
أي عندما كان الفاعلون في المحروقات يأتون بفواتير وهمية ثم “يسرقون” مقابلها ما شاؤوا من أموال هذا الصندوق العجائبي السائب دون أن يسألوا أو يحاسبوا إلى حد الآن عما فعلوا..
وهذه مناسبة لأذكر أيضا بأن هذا “التغول” الممتد في كل اتجاه لم يبدأ دفعة واحدة وإنما بدأ “حجرة حجرة” منذ أن كان السيد أخنوش وزيرا للفلاحة في أكثر من حكومة..
أما في حكومة العثماني فقد أصبح السيد أخنوش “سوبير وزير” أو قل رئيس حكومة موازية أو بالأحرى “رئيس حكومة ثان” في حكومة واحدة..
وكان السيد أخنوش يلقي وقتها باللائمة على العثماني في أي عطب من الأعطاب الحكومية.
لماذا؟
لأن رئيس الحكومة، في نظر السيد أخنوش، هو “الربان” وهو المسؤول الأول والأخير عن أداء الفريق الحكومي بكامله إما سلبا أو إيجابا.
نعم هكذا كان يرى السيد أخنوش الأمور بالأمس رغم أنه لم يكن يحضر المجالس الحكومية إلا نادرا أو إذا كانت هناك ربما “مهمة ما”..
حصل هذا مع قانون الإثراء غير المشروع الذي عارضه السيد أخنوش في مجلس حكومي بقوة بمبرر أن هذا القانون قد يوظف في غير محله..
وحتى البرلمانيون، من مختلف الأحزاب، لم يكونوا يجرؤون على جر السيد أخنوش إلى قبة البرلمان بهدف مساءلته حول “أعطاب” المشاريع والبرامج والصناديق التي تقع تحت مسؤوليته بقطاع الفلاحة.
بل إن بعض الأعيان من هؤلاء البرلمانيين كانوا “يوقرون” السيد عزيز أخنوش كثيرا ولا يقتربون من قطاعه والسبب هو أنهم كانوا يحلمون بالاستفادة من أموال الدعم الفلاحي.
لكن ها هو السيد عزيز أخنوش يصبح اليوم رئيس حكومة وبأغلبية مريحة..
فهل تمكن السيد أخنوش من تنزيل ما وعد به المغاربة من وعود بلا سقف؟
لا شيء تحقق “تقريبا”..
بل إننا نسمع “جعجعة” وضجيجا ولا نرى “طحينا” ينفع الناس ويمكث في الأرض..
…