يوسف بولمان يكتب: دور الاسرة في تفوق الابناء.

يعرف الحقل التربوي في المغرب مجموعة من التحديات و العراقيل التي لا تعد و لا تحصى ، فالحديث عن دور الأسرة في دعم أبنائها بالتحصيل الجيد للمعلومة و التفوق الدراسي، يبدو جوهريا لا مفر منه ، إذ يشكل معضلة شائكة.
إن المحيط السوسيوثقافي يلعب دورا هاما و بارزا في تحصيلهم الدراسي.
فهل الفضاء و الأجواء العامة داخل الأسرة و اختلافها حسب الأسر يلعب دورا في تحصيل الأبناء ، خصوصا الفوارق المادية و المعرفية و قوة الرابطة و الدفئ الأسري؟
أم أن العلاقات داخل الأسرة و قوة الرابطة الأسرية بين أفرادها هي التي تفرض داتها وتضرب بقية الأسباب عرض الحائط ؟
إذا تمعنا جيدا في نمادج عديدة من المتعثرين دخل الفصول الدراسية سنجد أن المحيط السوسيوثقافي و الأسري يلعب دورا غاية في الأهمية على تحصيلهم الدراسي و التعليمي.
فأسباب التفوق الدراسي من داخل الأسرة عديدة ، يمكن حصرها فيما يلي ، معرفية ، مادية ، و اجتماعية (قوة الرابطة بين أفراد الأسرة) ، فكلما كانت الرابطة قوية لا يلزمها الصراع و العنف و التشتت و يسودها الحب والتفاهم والإهتمام والود بين افراد الاسرة ، كلما كان الحافز و القدوة لدى الطفل موجودا و حاضرا و تحصيله جيدا ، و ذلك بسبب التكامل و الترابط القوي السائد داخل الأسرة فيتم صرف النظر عن بقية الأسباب ، رغم الدخل المنخفض والمستوى التعليمي المتدني للأب و الأم ، وإن غاب الحب و الود و دفئ داخل الأسرة و ساد العنف و الصراع و الإنحلال و ضعف الرابطة ، من المحتمل أن يكون ذلك سببا في إصابته باضطرابات نفسية عقيمة ، يصبح الطفل من خلالها شارد الدهن أقل عطاءا و اجتهادا داخل فصله و بين أقرانه ، رغم وجود الدخل المادي المرتفع والمستوى المعرفي الجيد الأبوين.


وكلما كانت القدرة المادية ضعيفة لا ترقى إلى احتياجات الطفل الأساسية من المأكل و الملبس و متطلباته من أجل التمدرس وإحساسه بالنقص المادي بينه وبين أقرانه و زملاءه كان تحصيله المدرسي أضعف و أقل فإن ذلك يحول بينه وبين التحصيل الجيد داخل الفصل و خارجه ، و العكس صحيح.
تبقى المستوى المعرفي للأبوين ، كلما كانت الاسرة واعية و ملمة و متمكنة من التوجيهات التعليمية و التعلمية بالحقل التربوي التي يجب أن يوجهوا و يحثوا أبناءهم عليها كلما كان الطفل قادرا على التحصيل و الحصول على معدلات جيدة ترقى به إلى تعلم جيد و مناسب ، و ارتفاع في نسبة الذكاء المكتسب و تكوين الشخصية القوية قادرة على فهم الحياة و تحدياتها و قدرا على فهمها.

و إن صار التوافق و التكامل و التناسب بين هذه العوامل يصبح أثره إيجابي على سلوك الطفل دخل الفصل ، بالجد و الإجتهاد و الكسب والتحصيل المعرفي والعلمي.
من تم نجد أنه كلما حدث نقص أو اختلال أو خلل بين هذه العوامل يكون أثره وخيما و سلبيا على نفسية الطفل و مردوده التعلمي ،
و كل هذا بغض النظر عن أسباب خارجة عن إرادة الأسرة مثل نسبة الذكاء الفطري أو ما يسمى الذكاءات المتعددة عند الطفل أو ملكات التعلم ، او خلل أو إعاقة أو تخلف ذهني معين لدى الطفل أو نقص في الآليات التجهيز اللوجستيكي داخل المؤسسة التعليمية التي يتابع بها الطفل تعلمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *