يعرف الحقل التربوي في المغرب مجموعة من التحديات و العراقيل التي لا تعد و لا تحصى ، فالحديث عن دور الأسرة في دعم أبنائها بالتحصيل الجيد للمعلومة و التفوق الدراسي، يبدو جوهريا لا مفر منه ، إذ يشكل معضلة شائكة.
إن المحيط السوسيوثقافي يلعب دورا هاما و بارزا في تحصيلهم الدراسي.
فهل الفضاء و الأجواء العامة داخل الأسرة و اختلافها حسب الأسر يلعب دورا في تحصيل الأبناء ، خصوصا الفوارق المادية و المعرفية و قوة الرابطة و الدفئ الأسري؟
أم أن العلاقات داخل الأسرة و قوة الرابطة الأسرية بين أفرادها هي التي تفرض داتها وتضرب بقية الأسباب عرض الحائط ؟
إذا تمعنا جيدا في نمادج عديدة من المتعثرين دخل الفصول الدراسية سنجد أن المحيط السوسيوثقافي و الأسري يلعب دورا غاية في الأهمية على تحصيلهم الدراسي و التعليمي.
فأسباب التفوق الدراسي من داخل الأسرة عديدة ، يمكن حصرها فيما يلي ، معرفية ، مادية ، و اجتماعية (قوة الرابطة بين أفراد الأسرة) ، فكلما كانت الرابطة قوية لا يلزمها الصراع و العنف و التشتت و يسودها الحب والتفاهم والإهتمام والود بين افراد الاسرة ، كلما كان الحافز و القدوة لدى الطفل موجودا و حاضرا و تحصيله جيدا ، و ذلك بسبب التكامل و الترابط القوي السائد داخل الأسرة فيتم صرف النظر عن بقية الأسباب ، رغم الدخل المنخفض والمستوى التعليمي المتدني للأب و الأم ، وإن غاب الحب و الود و دفئ داخل الأسرة و ساد العنف و الصراع و الإنحلال و ضعف الرابطة ، من المحتمل أن يكون ذلك سببا في إصابته باضطرابات نفسية عقيمة ، يصبح الطفل من خلالها شارد الدهن أقل عطاءا و اجتهادا داخل فصله و بين أقرانه ، رغم وجود الدخل المادي المرتفع والمستوى المعرفي الجيد الأبوين.
وكلما كانت القدرة المادية ضعيفة لا ترقى إلى احتياجات الطفل الأساسية من المأكل و الملبس و متطلباته من أجل التمدرس وإحساسه بالنقص المادي بينه وبين أقرانه و زملاءه كان تحصيله المدرسي أضعف و أقل فإن ذلك يحول بينه وبين التحصيل الجيد داخل الفصل و خارجه ، و العكس صحيح.
تبقى المستوى المعرفي للأبوين ، كلما كانت الاسرة واعية و ملمة و متمكنة من التوجيهات التعليمية و التعلمية بالحقل التربوي التي يجب أن يوجهوا و يحثوا أبناءهم عليها كلما كان الطفل قادرا على التحصيل و الحصول على معدلات جيدة ترقى به إلى تعلم جيد و مناسب ، و ارتفاع في نسبة الذكاء المكتسب و تكوين الشخصية القوية قادرة على فهم الحياة و تحدياتها و قدرا على فهمها.
و إن صار التوافق و التكامل و التناسب بين هذه العوامل يصبح أثره إيجابي على سلوك الطفل دخل الفصل ، بالجد و الإجتهاد و الكسب والتحصيل المعرفي والعلمي.
من تم نجد أنه كلما حدث نقص أو اختلال أو خلل بين هذه العوامل يكون أثره وخيما و سلبيا على نفسية الطفل و مردوده التعلمي ،
و كل هذا بغض النظر عن أسباب خارجة عن إرادة الأسرة مثل نسبة الذكاء الفطري أو ما يسمى الذكاءات المتعددة عند الطفل أو ملكات التعلم ، او خلل أو إعاقة أو تخلف ذهني معين لدى الطفل أو نقص في الآليات التجهيز اللوجستيكي داخل المؤسسة التعليمية التي يتابع بها الطفل تعلمه.