رئيس جهة الداخلة والـ110 مليون.. دعم مدرسي أم حملة انتخابية خفية!

هشتاغ _ أكرم الدرفوفي

أطلق ينجا الخطاط، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، صفقة بقيمة 1,104,000 درهم، أي ما يعادل 110.4 مليون سنتيم، يسعى من خلالها لتنظيم برنامج الدعم والتقوية لصالح تلاميذ السنة الثانية من البكالوريا في الجهة، عبر توفير دروس دعم وتوجيه تُقدَّم عن بُعد باستخدام منصة إلكترونية.

ووفق وثائق الصفقة التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، والتي تحمل رقم 70/ج.ب.و/2024، فإن المشروع يهدف إلى توفير دروس دعم تفاعلية عن بعد للمقررات الدراسية المخصصة للامتحان الوطني للباكالوريا، لصالح 1600 تلميذ يدرسون في السنة الثانية بكالوريا من شعب العلوم الرياضية (أ) و(ب)، العلوم التجريبية (الفيزياء-الكيمياء وعلوم الحياة والأرض)، العلوم الاقتصادية، الآداب والعلوم الإنسانية، والعلوم التكنولوجية.

وحسب الوثائق نفسها، فإن الخدمات المطلوبة تشمل توفير منصة رقمية متاحة عبر الويب وتطبيق أندرويد، وتوفير حسابات شخصية لكل مستخدم لضمان الخصوصية والأمان، وإعداد محتويات تعليمية تفاعلية تتماشى مع برامج وزارة التربية الوطنية، إضافة إلى توفير دعم تقني مباشر أثناء الحصص الدراسية.

وحدد دفتر الشروط التقنية عدد الأساتذة المطلوبين في خمسة أساتذة للرياضيات، أربعة للفيزياء، ثلاثة لعلوم الحياة والأرض، وأستاذين لكل من الفلسفة، اللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية. ويُشترط أن يمتلك الأساتذة خبرة تدريسية لا تقل عن أربع سنوات.

وإلى جانب الدعم المدرسي، يتضمن المشروع إعداد الطلاب لاجتياز امتحانات المدارس العليا (ENCG، ENSA، ENSAM) وكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، علاوة على تزويد التلاميذ بمسارات تعليمية معدة مسبقًا وفق برامج الوزارة.

وفي هذا السياق، انتقد أحد الفاعلين التربويين في جهة الداخلة وادي الذهب هذه الصفقة بشدة، معتبراً أنها “مجرد هدر للمال العام تحت غطاء مشاريع رقمية لا تلامس الواقع اليومي لتلاميذ الجهة.”

وأوضح أن “الجهة تعاني من ضعف كبير في البنية التحتية الرقمية، حيث لا تتوفر العديد من المؤسسات التعليمية على اتصال بالإنترنت”، متسائلاً: “كيف يمكن تبرير تخصيص مبلغ بهذا الحجم دون توفير ضمانات واضحة لتحقيق الأهداف المعلنة؟ كان من الأجدى الاستثمار في تحسين البنية التحتية التعليمية التقليدية قبل القفز إلى حلول رقمية غير واقعية.”

وفي الوقت نفسه، يرى متابعون أن هذه الصفقة تأتي في سياق حملة انتخابية سابقة لأوانها، حيث يحاول رئيس جهة الداخلة وادي الذهب من خلالها تعزيز شعبيته في المنطقة عبر مشاريع ذات طابع دعائي أكثر من كونها تخدم فعلاً احتياجات الساكنة.