ردا على سعار العدالة و التنمية الاعلامي!!

علي الغنبوري

في تصرف هستيري و لا اخلاقي اطل علينا الموقع الرسمي لحزب العدالة و التنمية بمقال مليئ بالمغالطات و الافتراءات حول الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي الاستاذ إدريس لشكر ، في محاولة بئيسة لتصدير الأزمة التنظيمية و السياسية التي يعيشها هذا الحزب .

حزب العدالة و التنمية لم يعجبه توجه ادريس لشكر الى الاتحاديات و الاتحاديين بعدم الشماتة في وضع حزبهم، فحولوا سطور هذا المقال إلى منصة لاطلاق الادعاءات و الكذب ، في محاولة لتبخيس موقف الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي مما يقع داخل تنظيمهم الحزبي .

مقال موقع العدالة و التنمية لم يجد شيء يداري به عن وضعية الانهيار التي يعيشها هذا الحزب ، سوى محاولة الرجوع الى مواقف و اصطفافات ادريس لشكر السابقة ، و كان الرجل هو المسؤول عن ما يقع اليوم داخل العدالة و التنمية .

ولان المقال يغيب عنه اي بعد سياسي ،فلا بأس أن نقول لهؤلاء ان ممارسة السياسة ليست جمود و تصلب في المواقف و الاصطفافات ، لكنها في الاساس تمسك بالمبادئ و القناعات التي لا تقبل لا المناورة و لا التكتيك ، و هذا ما لا ينطبق على حزب العدالة و التنمية و قيادييه و زعمائه ، فهم لم يظلوا لا على مواقفهم و لا على اصطفافاتهم ، بل حولوا مبادئهم و قناعاتهم الى مجال خصب للمتاجرة و الابتزاز .

و بما ان اعلام العدالة و التنمية اختار التذكير بالمواقف ، فلا ضير ان نذكرهم ببعض الأمثلة الحية على انقلاباتهم و انعراجاتهم على مبادئهم و قناعاتهم التي ظلوا لسنوات عديدة يتغنون بها امام الملأ السياسي ، سرعان ما رموها وراء ظهورهم بمجرد تذوق حلاوة العيش الحكومي .

هل يتذكر اعلام العدالة و التنمية المواقف الراديكالية لزعيمهم بنكيران فيما يخص تقاعد الوزراء و كيف كان يعتبرها سحتا و كيف كان يرفع شعار غرغري او لا تغرغري للتعبير عن رفض هذا التقاعد ؟ و كيف اصبح اليوم ينعم في تقاعد دسم و باسم الوزارة التي كان يرفض تقاضي المقابل عنها ؟

هل يتذكر اعلام العدالة و التنمية و هو يتحدث عن الاصطفافات و التحالفات و تغيرها ، كيف كان يصف بنكيران حزب التجمع الوطني للاحرار خلال انتخابات 2011 و رئيسه آنذاك صلاح الدين مزوار ، معتبرا اياه محور الشر ، و كيف نسي بنكيران كل ذلك و هو يدخل التجمع الوطني للاحرار الى حكومته بعد خروج حزب الاستقلال منها واصفا إياه بحزب الأطر و الكفاءات ؟

هل نسي اعلام العدالة و التنمية كيف كان بنكيران وزعماء العدالة و التنمية يدافعون عن الطبقات المسحوقة و عن غلاء المعيشة ، و كيف تنكروا لكل هذا بمجرد تنصيبه على رأس الحكومة و الغائه الصندوق المقاصة و اتخاده لقرارات الزيادة في المواد الاستهلاكية ، و مخاطبته للمواطنين بعبارة  » ما عندي ما ندير ليكم  » ؟

هل نسي اعلام العدالة و التنمية كيف كان السي الرميد يتوهم وقفات حقوق الانسان و هو محمول على ادرع رجال الامن ، و كيف اصبح اليوم لا يتوانى على تكذيب كل من ينتقد اوضاع حقوق الانسان ؟

هل نسي اعلام العدالة و التنمية كيف كان السي عمر بحماد و فاطمة النجار و هما يلقننان المغاربة أصول الأخلاق و صيانة الاعراض ، و كيف ظبطا في الخلاء بدون اخلاق و لا اعراض ؟

هل نسي اعلام العدالة و التنمية ، كيف كان الحزب و امينه العام العثماني يعتبر التطبيع خيانة ما بعدها خيانة ، وكيف كان هو نفسه و بشحمه ولحمه يوقع اتفاق التطبيع مع إسرائيل ، و كيف خرج عضو الأمانة العامة للحزب عزيز الرباح يعرض امام المغاربة استعداده لزيارة اسرائيل ؟

هذا غيض من فيض فقط ، من الانقلاب و التنكر المواقف و المبادئ و القناعات الذي دأب عليه حزب العدالة و التنمية ، الذي يريد اليوم ان يستمر في لعبة  » تخراج العينين  » او على « عينيك ابن عدي  » ، في محاولة بئيسة لتصدير ازمته و عقده اتجاه الاتحاد الاشتراكي و قيادته.

ما لا يريد حزب العدالة و التنمية و إعلامه فهمه ، انه لم يعد هناك مجال للمناورة و الكذب ، فالحزب اصبح مثل الراقصة الشرقية، ما يظهر من جسده أكثر بكثير مما يخفيه و يواريه، و الكل اليوم يعرف الحقيقة و يعرف تفاصيلها المملة ، و كما قال الاستاذ لشكر  » اللهم لا شماته » .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *