هاشتاغ
أثارت تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، التي اعتبر فيها أن عدم زواج المرأة يجعلها مثل “البلارج”، موجة من الاستنكار والغضب، خاصة من الفاعلات في مجال حقوق النساء. واعتُبر هذا التشبيه إهانة مباشرة للنساء المغربيات اللواتي اخترن، أو لم يسعفهن الحظ، في خوض تجربة الزواج، لكنهن مع ذلك يعشن حياة غنية بالعطاء، محاطات بالدعم الأسري والاجتماعي، ويساهمن بفعالية في مجتمعاتهن.
الردود على هذه التصريحات اعتبرت أن السعادة ليست حكرًا على المتزوجات، كما أن الوحدة ليست قدرًا محصورًا في العازبات، مؤكدة أن الكثير من النساء اخترن العناية بعائلاتهن، أو مواصلة تعليمهن وتحقيق الاستقلالية المالية بدل الانسياق وراء ضغط مجتمعي يجعل من الزواج هدفًا بحد ذاته. وأشارت بعض المواقف إلى أن نساء كثيرات، سواء عازبات أو متزوجات، يعشن في عزلة لأسباب مختلفة، ما يُظهر أن ربط الزواج بالسعادة هو تبسيط سطحي وغير منصف.
في السياق ذاته، عبّرت عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيسة لجنة المساواة وحقوق النساء عن رفضها القاطع لهذه التصريحات، معتبرة أنها تناقض صريح لمقتضيات دستور المملكة الذي ينص على المساواة بين الجنسين، خاصة وأن بنكيران كان أول رئيس حكومة بعد دخول هذا الدستور حيز التنفيذ. ودعت إلى الاعتذار العلني للنساء المغربيات، والتذكير بأن التعليم هو حق مقدس لا يجوز التنازل عنه أو تحقيره.
وختمت القيادية اليسارية مقالها بالتأكيد على أن زمن النظرة الدونية للمرأة قد ولى، وأن المغربيات – سواء كن متعلمات أم لا، متزوجات أو غير متزوجات – يتطلعن إلى مستقبل تُصان فيه كرامتهن، وتُحترم فيه حقوقهن كاملة، في مقدمتها الحق في التعليم والحرية والاختيار، بعيدًا عن التبخيس والوصاية.