رسالة إلى وهبي: المظاهرات أطاحت برؤساء ودول عظمى.. فما بالك بحكومة أخنوش!

هاشتاغ _ بقلم: عزيز الأحمدي

إلى وزير العدل عبد اللطيف وهبي،
حين وقفت أمام كاميرا قناة “العربية” لتقول إن “الدستور لا ينص على إسقاط الحكومة بسبب المظاهرات”، بدوت كمن يتذاكى على شعب بأكمله، وكأن ملايين المغاربة لا يفهمون روح الدستور ولا جوهر السياسة.

إن الدستور يا عبد اللطيف وهبي ليس قيدا على الشعب، بل سيفا لحمايته من ظلم الحكومات وعجزها.

يا وهبي، التاريخ علمنا أن المظاهرات هي بمثابة قوة قادرة على قلب الموازين وإسقاط أنظمة وحكومات ورؤساء دول عظمى.

هل نسيت فرنسا والسترات الصفراء؟ هل تجاهلت أمريكا وأحداث “حياة السود مهمة”؟ هل تناسيت أن الشارع المغربي نفسه فرض إصلاحات كبرى في 2011؟ فماذا يجعلك تظن أن حكومة أخنوش استثناء محصن من غضب الأمة؟

يا وهبي، إن جيل Z الذي تستهين به خرج بوعي وسلمية، ورفع مطالب مشروعة: الكرامة، التعليم، الصحة، العدالة الاجتماعية. لم يطلبوا المستحيل، بل مارسوا حقا دستوريا وديمقراطيا.

فإذا بك تحاول تقزيم صوتهم وتحويله إلى “إزعاج”. لكن الحقيقة أن إزعاجهم اليوم هو صرخة وطنية ستظل تلاحقكم حتى تستقيموا أو ترحلوا.

المغاربة، يا وهبي، لم يعودوا يثقون في حكومة تخلت عن وعودها، ووزراء يبررون الفشل بعبارات باردة.

إن جلالة الملك هو الضامن لوحدة الأمة وصمام أمانها، وصوت الشعب هو رصيده الأبدي. ومن يظن، كيفما كان منصبه أو مكانته، أن الدستور أو الكراسي ستحميه من السقوط، فهو واهم. فالشرعية الحقيقية لا تأتي من المناصب، بل من التحام الشعب بملكه، والتاريخ لا يرحم من يتجاهل هذه الحقيقة.

لهذا نقول لك بوضوح: تصريحاتك ليست سوى صب الزيت على النار، حيث أن الحكمة كانت تقتضي الاعتراف بالأزمة والبحث عن حلول، لا الاستعلاء على الشباب.