ماريا بنخلدون
في قلب مدينة مراكش، وعلى امتداد شارع محمد البقال الذي يعج بالحركة والسياح، تحوّل زوال هذا الخميس إلى مشهد درامي يختلط فيه الذعر بالتدخل الحاسم، بعدما عكّر صفو اليوم حادث عنيف هزّ السكينة العامة.
كانت الساعة تقترب من منتصف النهار، حين انقلبت الأجواء فجأة. صرخات تملأ المكان، وجموع من المواطنين يهرولون في كل اتجاه، بعد أن باغت شخص في حالة هيجان سائحاً أجنبياً، وانهال عليه بسلاح أبيض في مشهد صادم لا يمتّ للواقع السياحي المألوف بصلة.
المعتدي، كما تؤكد مصادر من عين المكان، بدا في حالة غير طبيعية، يُرجّح أنها ناتجة عن تعاطٍ لمواد مخدّرة. تصرّفاته كانت غير متوقعة، وعنيفة، لدرجة أنه لم يكتف بالاعتداء، بل بدأ يلوّح بالسلاح مهدّداً حياة كل من اقترب منه. كان الرعب مرسوماً على وجوه المارة، والسائحون يفرّون من المكان خوفاً من أن تتحوّل الواقعة إلى مجزرة.
في تلك اللحظات الحرجة، حضرت العناصر الأمنية بسرعة، وبدأت في محاولة تطويق الوضع، مطالبة المعتدي بالتوقف وتسليم نفسه.
لكنه رفض الانصياع، واستمر في تهديداته، ما اضطر أحد رجال الشرطة إلى استعمال السلاح الوظيفي، مطلقاً رصاصة أنهت خطر المشتبه فيه دون إصابة أي شخص آخر.
وبين لحظة الصدمة والتدخل، كانت فرق الشرطة العلمية تباشر مهامها بدقة، تجمع المعطيات، تلتقط الصور، وتحفظ الأدلة. أما سيارات الإسعاف، فقد سارعت بنقل كل من السائح المعتدى عليه والمهاجم المصاب إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.
الواقعة، التي وضعت السلطات في حالة استنفار، أعادت إلى الواجهة سؤالاً مؤرقاً حول الأمن في الفضاءات العامة، لاسيما تلك التي تشهد توافد الزوار الأجانب. وبين التحليل والمساءلة، يبقى الشارع شاهداً على حادث لم يكن في الحسبان، وجرس إنذار يُدقّ بقوة في وجه الجميع.