رواية “Ingratitude ô travail” لوئام الخطابي.. سيرة البحث عن التوازن المفقود

تشكل المكانة التي يحتلها العمل في حياة الانسان، وشعور الندم الذي يعتري المرء في نهاية مساره المهني دون أن يكون قد استمتع بمباهج الحياة، أو وجد ذلك “التوازن المفقود” بين العمل وباقي الأشياء، التيمة الرئيسية التي تناولتها البروفيسور وئام الخطابي في روايتها الأخيرة الصادرة باللغة الفرنسية “Ingratitude ô travail”.

وتبرز الكاتبة من خلال هذا المؤلف الصادر عن دار النشر “أوريون”، المكانة المهمة التي يحتلها العمل في الحياة اليومية للإنسان، هذا العمل الذي ترى الدكتورة الخطابي أنه “لا يجب بأي حال من الأحوال أن يكتسح كل المكان والزمان في حياة لا نعيشها سوى مرة واحدة، ويمكن أن تنتهي فجأة، تماما مثلما لا يجب أن يجعلنا نغفل عن الأشياء الأساسية في الحياة: الأسرة، الصحة، التعلم، الحياة في تناغم مع الطبيعة”.

وأشارت المتخصصة في أمراض الحساسية والرئة في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن فكرة تناول هذا الموضوع جاءت بعد تفاعلها مع العديد من المرضى ورصدها لسيناريو يتكرر باستمرار، وهو شعور الندم الذي يعتري المرء وهو يجد نفسه قد وصل إلى “نهاية مسار” دون أن يكون قد استمتع بمباهج الحياة.

وفي هذا الصدد، تقول الخطابي، “عندما أتحدث معهم (مرضاي)، أستنتج أن أكثر ما يأسفون له هو عدم قدرتهم على إيجاد التوازن بين العمل وباقي الأشياء”.

وتقدم هذه الرواية من خلال شخصية عبد الكريم، وهو مواطن مغربي من الطبقة المتوسطة، درسا حقيقيا في الحياة يثير لدى القارئ التساؤل عن أهمية “الأشياء الصغيرة في الحياة” التي تساهم في بلوغ السعادة الحقيقية وتحقيق الرفاه.

ولعل هذا بالضبط ما توقف عنده الكاتب الصحفي ومؤسس دار النشر “أوريون”، عبد الحق نجيب، الذي كتب في تقديمه للمؤلف أن “رواية وئام الخطابي تقدم درسا عظيما. إنه عمل واع متبوع برغبة في المقاومة، ثم بعزيمة على عدم إفساح المجال أمام ما يفسد على الروح إشراقها. إنه يرصد لتلك الرحلة الداخلية التي تحفز تبني طريقة أخرى في رؤية العالم والأخذ بزمامه وتجاوز سخافاته ومطباته ولا معناه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *