بقلم: محمد بن طلحة الدكالي
أهكذا تسافر من دون وداع؟
لم يمهلك الموت يابني… جاءك مستعجلا قبل أن يزهر الربيع… وتداعب الفراشات ..
سافرت حتى دون أن تكمل مع أمك حديثا عابرا في ما تبقى لك من حياة…
ريثما تضيف أحرفا في دفاترك ..
ريثما نحكي لك قبل أن تنام حديثا شجيا عن ملحمة ملاك نوراني بكته الإنسانية جمعاء …
ريان ياحلمنا… يانشيدنا… ياضميرنا… إني أناديك وأنت من وراء حجاب… فهل تسمعني..!؟
تطلعت قلوب الناس جميعا لإنقاذك يا ريان…
وهب لنجدتك بلدك بأكمله ، بما يليق بحضارته التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ…
ولم تنحن جهوده إلا أمام مشيئة الله…
وكتب لك يا ريان وأنت ترسم أولى الخطوات في لوحة الحياة ، أن تكمل لعبك البريء ، بين أحضان الملائكة…
أنت الطفولة والبراءة وأول البوح وأول الخطو..
أنت قطرة ندى وخرير ماء..
رحلت و كأنك لم تعش بيننا سنواتك الخمس، إلا لكي تترك لنا عبرا لا تنسى …
لكي تجعلنا نشعر و نحن في غمرة جرينا وراء الأوهام ، أن بداخلنا جذوة ما تزال مشتعلة، حتى وإن واراها الرماد .
لكي تشعرنا بأنه ما يزال بداخلنا قلب يرق لطفل يئن تحت الأنقاض.
لكي تجعلنا نحس بطفل بريء مليء بالأمل، يسكن في أغوارنا، يختنق بين ظلمات نفوسنا. علينا أن نحنو عليه، وننقذه من مخالب الموت.
هو ذاك النور الذي سينير لنا الطريق..
هو ذاك ريان الذي لم يمت…
ولا ينبغي أن يموت…