هاشتاغ
في زوايا الأسواق الشعبية، وبين رفوف المتاجر الكبرى، تتكرر النظرة ذاتها على وجوه المغاربة: دهشة ممزوجة بالحسرة، وعيون تبحث عن بصيص أمل في انخفاضٍ طال انتظاره. لقد أصبح زيت الزيتون، الذي لطالما كان رمزاً للبركة وركناً أصيلاً في المائدة المغربية، حلماً صعب المنال. فسعر اللتر تجاوز المئة درهم في بعض المناطق، بينما لم تفلح وعود الحكومة ولا وارداتها الضخمة في كبح جماح الأسعار.
رغم استيراد آلاف الأطنان من الزيت، ظل الواقع كما هو. الأسعار ما تزال مرتفعة، والجيوب تئن تحت وطأة الزيادات. المهنيون في القطاع لا يبشرون بانفراج قريب، وبعضهم يعتبر أن “الأسعار وصلت لأدنى ما يمكن”، وكأن هذا الارتفاع قد كُتب عليه أن يطول. المواطن البسيط، الذي كان يقتني الزيت بالكيلو لتخزينه لموسم كامل، بات يشتريه بالقنينة الصغيرة… أو يُحرم منه تماماً.
الأدهى أن هناك من يتحدث عن تسويق الزيت المستورد على أنه “بلدي أصيل”، يُباع بثقة ويُستهلك بحسن نية، دون أن يدري المستهلك أنه ضحية خداع في مصدر الغذاء. في بلدٍ يفاخر بزيت زيتونه، كيف تحوّل هذا الإرث إلى عبء؟ وكيف أصبحت قنينة الزيت عبوراً قاسياً نحو معاناة يومية صامتة، لا يسمع أنينها إلا من جرب أن يطبخ بلا زيت… أو يعيش دون زاد؟