سبتة على صفيح ساخن.. مئات المهاجرين يقتحمون الحدود وسط موجة هجرة غير مسبوقة

لليوم الثالث على التوالي تعيش مدينة سبتة المحتلة حالة من الضغط الشديد على حدودها البحرية والبرية نتيجة تدفق المهاجرين غير النظاميين، غالبيتهم من المغرب والجزائر.

ووفق مصادر أمنية إسبانية، فقد تمكّن خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 14 قاصرًا و9 بالغين من دخول المدينة سباحةً أو عبر معبر تراخال، فيما نجح 9 آخرون، بينهم قاصر، في العبور ليلًا عبر الحاجز البحري نفسه، ليرتفع العدد إلى 15 قاصرًا و17 بالغًا خلال يوم واحد فقط.

ولتخفيف الضغط على المركز المؤقت لإيواء المهاجرين (CETI)، الذي تجاوز طاقته الاستيعابية القصوى، نُقل 40 مهاجرًا – معظمهم من الجزائر والسودان وغينيا – إلى ميناء الجزيرة الخضراء لإعادة توزيعهم على مراكز استقبال داخل إسبانيا. ومن المنتظر نقل 17 مهاجرًا آخرين إلى شبه الجزيرة يوم الجمعة.

يأتي ذلك فيما تتواصل قضية المهاجر الغيني المتهم بمحاولة الاعتداء على ممرضة بالمركز، حيث ما زال يقيم في أحد النزل ريثما يتم البت في نقله، وسط اتهامات لمدير المركز بالتقاعس عن حماية الضحية ومحاولة ثنيها عن تقديم شكوى. وتشير المصادر إلى أن وزارة الهجرة الإسبانية تتجه لإقالة المدير.

المركز المؤقت في سبتة، الذي تبلغ طاقته 512 سريرًا، كان يضم ليلة الأربعاء 805 مهاجرين، في وقت تشير إحصائيات وزارة الداخلية الإسبانية إلى دخول 1.455 مهاجرًا غير نظامي إلى سبتة منذ بداية العام، بينهم مئات القاصرين. كما لقي 16 شخصًا مصرعهم أثناء محاولتهم عبور البحر سباحة منذ يناير.

وخلال الأيام الماضية، شهدت سواحل مدينة الفنيدق المغربية محاولات مكثفة للهجرة، حيث ألقى العشرات بأنفسهم في البحر باستخدام إطارات هوائية، بينما اعترضت السلطات المغربية والإسبانية أغلبهم، إلا أن 32 شخصًا تمكنوا من الوصول إلى الشاطئ الإسباني سباحة.

هذه الموجة الجديدة من الهجرة غير النظامية أعادت إلى الواجهة ملف التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا في مراقبة الحدود، خاصة في ظل المؤشرات على ارتفاع الضغط مع اقتراب نهاية فصل الصيف.