سعيد الساكت… رجل سلطة نجا من الموت وقاد ملحمة تدبير زلزال الحوز

هاشتاغ

نجا سعيد الساكت، رئيس دائرة أمزميز بعمالة إقليم الحوز، من موت محقق رفقة أسرته خلال الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة، بعدما انهار السكن الوظيفي فوق رأسه ورأس ابنته، إضافة إلى تهدم كامل لمقر الدائرة الذي يعود بناؤه إلى سنة 1923، زمن الضابط الفرنسي المكلف بشؤون “الأهالي”.

ورغم الخسائر الشخصية الفادحة وغياب أي مورد أو متاع بعد انهيار منزله، واصل الساكت عمله بحس وطني عالٍ لقيادة جهود الإنقاذ في واحدة من أكثر الدوائر تضرراً.

دائرة أمزميز كانت من بين بؤر الزلزال الأكثر دمارًا، إذ فقد أزيد من 700 شخص حياتهم داخل نفوذها، كما انهار القصر التاريخي الذي سبق أن أقام فيه الملك الراحل محمد الخامس، إضافة إلى عشرات المساكن والبنايات الإدارية. وسط هذا المشهد الدرامي، تحرك سعيد الساكت بسرعة لقيادة عمليات الإغاثة، وتأمين إيواء المتضررين، وتنسيق تدخلات مختلف الفرق المدنية والعسكرية.

واليوم، وبعد أشهر من العمل المتواصل في ظروف قاسية، توجد عملية إعادة الإعمار بدائرة أمزميز على مشارف الانتهاء.

ويُجمع متتبعون محليون أن الساكت بصم على أداء استثنائي ليس وليد اللحظة، بل امتداد لمسار إداري متميز، حيث سبق أن نجح في تدبير جائحة كورونا عندما كان على رأس المنطقة الحضرية سايس بمدينة فاس، التي يناهز عدد سكانها 300 ألف نسمة. خلال تلك الفترة، أشرف على حملات تحسيسية وتنظيمية واسعة، لاقت إشادة وطنية ودولية بعدما نقلتها وسائل الإعلام بكثافة.

كما تولى سعيد الساكت الإشراف على الحملة الوطنية لتسجيل المواطنين في البطاقة الوطنية للتعريف ببلدية المنصورية، إلى جانب عملية الإحصاء وترقيم الدواوير لمنع تفريخ البناء العشوائي وتمكين السكان من وثائقهم القانونية.

وفي ظل هذا المسار الحافل، يبرز سؤال يتداوله عدد من الفاعلين والمتابعين: هل سيتم إنصاف سعيد الساكت من طرف العامل الجديد على إقليم الحوز، مصطفى المعزة، الذي سبق أن اشتغل معه بكل من إقليم بن سليمان ومصالح وزارة الداخلية؟

سؤال يزداد مشروعية بالنظر إلى الجهود الضخمة التي بذلها الساكت في إسكان جميع متضرري زلزال الحوز داخل دائرة أمزميز، رغم الظروف القاسية والضغوط المتواصلة.

يبقى أن القادم سيكشف إن كانت هذه التجربة القاسية وما رافقها من أداء استثنائي ستنال التقدير المستحق داخل هرم الإدارة الترابية.