سعيد جعفر يكتب: الجماهيرية الفرنسية العظمى

سعيد جعفر يكتب: الجماهيرية الفرنسية العظمى

بإجراء الدور الثاني من الانتخابات يسير بثقة ماكرون إلى ولاية ثانية.
ماكرون ليس مشكلة للفرنسيين ولكنه مشكلة لمستقبل فرنسا ومستقبل المجتمعات التي تستلهم من فرنسا قيمها.
كتب جاك أطالي وهو محلل سياسي ومفكر جدي في فرنسا، أن هذه الماكرونية التي تحتوينا دون أن نجد القدرة لفهمها ستخلق فراغا سياسيا بعد انتهاء أسباب وملابسات خلقها.

وقد فسر ميشيل سير ذلك بأن فرنسا لأول مرة تمارس فيها السياسة برأس دون أرجل وأيادي، بل أن موران قال أن فرنسا تسير بجسد قلبه في جيبه وهذا الجيب مؤمن في عالم لامرئي.

يتحدث فرنسيون اليوم بتفكه عن جمهورية روتشيلدية على وزن الجمهورية الديغولية، وبالفعل فالفرنسيون الملقحين بمناعة الثورات سيقوا إلى قدر سياسي يلفهم للآن ومستقبلا.
هذا ما أكده بايرو مثلا، فالأنترنت والإشهار أصبح أكبر من السياسة يقول بايرو، بل أن كيو يتحدث عن لبرلة لقيم الثورة الفرنسية.

وفي الحقيقة يجب أن نعتذر من القذافي رحمه الله، فعقيد في الجيش تربى على نظام الطاعة والأوامر والتراتبية لا يمكن أن يفكر سياسيا إلا من داخل هذا النسق، ولهذا فكتاب أخضر بمثابة دستور و لجان شعبية عوض البرلمان والمجالس المنتخبة، وجماهيرية عظمى عوض دولة مؤسساتية هو تفكير يناسب عقيد في الجيش ينقلب على ملك يتصرف بمنطق الإيالة.

لكن أن تتحول فرنسا إلى نموذج رئاسي برئيس لا حزب له ولا نقابة ولا فريق نيابي، فهذا يبدو فوق منطق السياسة ومنطق تقدم التاريخ.

جزء من زيارة قيس سعيد لماكرون يمكن فهمه من داخل هذه البنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *