سعيد عويطة… أسطورة مغربية في مواجهة التهميش والنسيان

خالد بوبكري
رغم كونه أحد أعظم العدائين في تاريخ ألعاب القوى العالمية وصاحب إنجازات رفعت راية المغرب عاليا في أكبر المحافل الرياضية، يجد سعيد عويطة نفسه اليوم في وضعية صعبة تعكس مفارقة موجعة.

ففي بلدان كثيرة تشيّد التماثيل ويخلد ذكرُ أساطير الرياضة ويكرمون في حياتهم وقبل مماتهم، بينما عندنا غالبا ما يعيش هؤلاء النجوم في الظلّ، وتنهش الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم الشخصية فتحولهم من رموز وطنية إلى عناوين للجدل والتشهير.

عويطة الذي حطم الأرقام القياسية العالمية وتوج بذهب الأولمبياد ظل لعقود رمزا للتحدي والإنجاز المغربي في ميدان ألعاب القوى.

إلا أن علاقته بالجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى عرفت قطيعة منذ سنوات بسبب خلافات وتصفية حسابات، وهو ما ساهم في إقصائه من المشهد الرياضي الرسمي، بدل الاستفادة من خبراته في تكوين جيل جديد من الأبطال.

ومع مرور الوقت وجدت بعض المنابر نفسها تغوص في تفاصيل حياته الشخصية بدل إبراز مساره الرياضي مما ألحق ضررا بصورة أحد أبرز سفراء الرياضة المغربية في الخارج.

اليوم،لا يتعلق الأمر بإحسان أو عطف بل بواجب وطني وأخلاقي لإعادة الاعتبار لاسم صنع فرحة ملايين المغاربة ورفع اسم البلاد على منصات التتويج العالمية.

المطلوب هو أن تلتقط المؤسسات الرياضية والرسمية الإشارة وتعيد لهذا الرمز مكانته اللائقة في الذاكرة الجماعية والفضاء الرياضي المغربي ليكون قدوة للأجيال الصاعدة بدل أن يظل مثالا للتهميش والنسيان.