سفيان خيرات يكتب: أوكرانيا في مهب الريح

بقلم: سفيان خيرات

كان مشهد تقريع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني مخزيا، حيث مكن البث المباشر لأطوار اللقاء بينهما العالم من رؤية فولوديمير زيلينسكي يمرغ في التراب بكلمات قاسية كانت أشدها: لن تربحوا أبدا هذه الحرب.

بطبيعة الحال وراء هذا التقريع أكثر من خرق الرئيس الأكراني لبروتوكول اللقاءات بين رؤساء الدول ليمتد إلى الفاتورة الضخمة التي أدتها أمريكا جراء دعمها بما قدر بتلاتمئة مليار دولار و التي كان الأمل منها وضع اليد على أزيد من عشرين معدنا نفيسا لا مناص من حوزتها لتطوير الصناعات التكنولوجية و الحربية.

الكل يعلم أن الدول الأوروبية غير قادرة البتة لوحدها على كسب رهان الحرب أمام الدب الروسي فوجدت نفسها في ورطة الحرب بدعم أمريكي في عهد الرئيس السابق جو بايدن. لكن الإنتخابات الأمريكية سيكون لها رأي آخر و ستدفع إلى إنسحاب أول قوة في التحالف الأطلسي من هذه الحرب و المطالبة بتعويضها عن خسائرها من جهة و مد يد السلام إلى فلاديمير بوتين.

يجمع المحللون أن أوروبا وحدها لن تستطيع مواجهة الروس عسكريا لذلك فإن الرئيس القديم الجديد قد وضع عمليا حدا لها و سيدفع الأكرانيين إلى القبول بالأمر الواقع آجلا أم عاجلا.

تلات سنوات من الحرب بخسائرها البشرية الفادحة و المادية الضخمة كانت كافية لنكتشف أن السلم و الحرب يتم تقريرهما حصريا في البيت الأبيض و أن معاكسة الأدارة الأمريكية من شأنه أن يجر عليك الويلات و الدمار و الخراب. كم تحتاج أوكرانيا من الوقت و المال لإعادة بنائها . عندما نكون أمام رئيس مقامر بمستقبل بلده و أمن شعبه دون الأخد بعين الإعتبار بتقلبات العلاقات الدولية تكون الكلفة باهظة و طويلة الأمد.

اليوم و بعد لقاء القمة الأوروبية في المملكة المتحدة و إقتراح هدنة لن تكون لها أي قيمة بدون مباركة أمريكية.

الأكيد أن الخاسر الأكبر في حرب الإستنزاف هذه هي أكرانيا و الدول الأوروبية و الرابح الأكبر هي أمريكا و روسيا و التي ضمت عشرين في المئة من التراب الأوكراني.