وجد العشرات من سكان حي غربية بحي المحيط في الرباط أنفسهم في الشارع بعد تنفيذ قرارات هدم مفاجئة دون أي بدائل تحفظ لهم حق السكن والاستقرار. ومع تصاعد الغضب، قررت الساكنة توجيه رسالة تظلم واستعطاف إلى الملك محمد السادس، لكشف ما وصفوه بـ”التجاوزات الخطيرة” التي تقف وراء عمليات الهدم، والتي تمّت دون إشعار قانوني أو توفير حلول تعويضية، مما جعلهم يواجهون مصيرًا مجهولًا.
وفي ظل تزايد الضغوط، فجّر المستشار فاروق امهدواي معطيات مثيرة، حيث اتهم السلطات بـ”التواطؤ مع مستثمرين خليجيين”، مما دفع فيدرالية اليسار بالرباط إلى المطالبة بتوقيف فوري لهذه العمليات، التي تهدد موروثًا معمارياً عريقًا، وتحول العائلات إلى ضحايا قرارات عشوائية.
وفي رسالتها المؤثرة، قالت الساكنة: “نحن سكان حي غربية، في قلب العاصمة الرباط، نتعرض لظلم قاسٍ يهدد وجودنا، فقد تم اتخاذ قرار شفهي بهدم منازلنا دون سابق إنذار، ودون أي بدائل تحمي استقرارنا. حيّنا ليس مجرد مبانٍ، بل هو جزء من تاريخ المدينة، إرث معماري تتوارثه الأجيال، وها نحن اليوم نجد أنفسنا بين ليلة وضحاها بلا مأوى، بعد أن أفنينا أعمارنا ومدخراتنا لبناء حياة كريمة”.
وأضافت الرسالة: “كيف يمكن لعائلات قضت عقودًا في هذا الحي أن تجد نفسها فجأة في العراء؟ كيف لنا أن نواجه المصير المجهول دون تدخل ينصفنا؟ بعد أن استبشرنا خيرًا بمشروع ترميم المنازل الذي بدأ تنفيذه فعليًا، تفاجأنا بقرار الهدم الكارثي الذي يطمس جزءًا من ذاكرة العاصمة ويترك السكان لمصيرهم القاسي”.
وفي ختام رسالتها، ناشدت الساكنة الملك بالتدخل العاجل لوقف هذه العمليات، وإيجاد حلول عادلة تحميهم من التشريد وتضمن لهم الحق في العيش بكرامة، بعيدًا عن قرارات فجائية تحرمهم من أبسط حقوقهم.