سِّي أخنوش.. واشْ أنتَ لباسْ؟

هاشتاغ _ كريم المازوغي

سّي أخنوش، هل أنت بخير حقاً؟ هل ترى ما يجري في الحوز أم أنك تعيش في ضيعة أخرى؟ عامان مرا على زلزال دمّر البيوت، وشرد الأسر، ويتم الأطفال، وترك آلاف المواطنين في خيام بالية كالأكفان. ومع ذلك، ظهرت أمام الكاميرات وأنت تحتسي الشاي ببرود وتسأل عن الرمان، ثم تبشر الناس بموسم الزيتون!

هل هذه سياسة أم مسرحية رديئة؟
الناس ينتظرون إعادة الإعمار، ينتظرون سقفاً يأويهم، ومدارس تحتضن أبناءهم، وطرقات تخرجهم من العزلة. بينما أنت اختزلت كل الكارثة في ثمار موسمية، كأن الحوز ضيعة للتجارب الفلاحية.

لقد قال جلالة الملك بوضوح: المغرب لا يمكن أن يسير بسرعتين. لكن مشهدك ذاك كان تجسيداً فاضحاً لهذه الحقيقة: مغرب يعيش في الخيام بين البرد واليأس، ومغرب آخر يجلس على الطاولات المذهّبة ويحصي الرمان والزيتون.

سّي أخنوش، واش أنت لباس؟ ذلك المشهد لم يكن سقطة إعلامية، بل كان إهانة موثقة بالصوت والصورة: إهانة للضحايا، لأبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وأقاربهم والأحياء من المقربين، ولكرامة كل مغربي.

إن السياسة آسّي أخنوش، ليست ضحكاً على المآسي ولا تسويقاً رخيصاً أمام الكاميرات، بل مسؤولية في لحظة اختبار.

ويبدو أنك حوّلت زلزال الحوز إلى فيديو إشهاري لـ”إمبراطوريتك الحزبية والاقتصادية” كأنه منتوج من منتوجات حرمك شبه الطبيعية (..) وهذا نقاش آخر.. وهكذا سوف تكتب نهايتك السياسية بيدك.

الحوز آسّي أخنوش؛ لا يريد رماناً ولا زيتوناً. الحوز يريد بيوتاً، مدارس، وطرقات. يريد حياة بكرامة. أما صورك وأنت تحتسي الشاي فوق الركام، فستبقى شاهدة عليك، لأن الذاكرة الشعبية لا تنسى، والتاريخ لا يرحم.