شبح المقاطعة يهدد شرعية الانتخابات الرئاسية الجزائرية

أيام قليلة تفصلنا عن واحد من الاستحقاقات التي تنتظرها الجزائر “الانتخابات الرئاسية” والمزمع إجراؤها ديسمبر المقبل، وسط توقعات عن مقاطعة شعبية، وفق تصريحات لقادة بالجزائر.

المقاطعة ستكون الخيار الأول في حال عدم إلغاء الانتخابات، وربما بموجبها تدخل بلد المليون شهيد لأزمة سياسية كبيرة.

الحراك الجزائري رفض تلك الانتخابات في وقتها الحالي، قبل أن تتخلص الجزائر من كامل رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، تزامنا مع تواصل الاحتجاجات الأسبوعية لشهرها العاشر.

من جهته، أعرب رئيس جبهة العدالة والتنمية في الجزائر عبد الله جاب الله عن اعتقاده أنّ الجسم الأكبر من نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا يزال في مواقعه، ولم ترحل سوى رموز سياسية وعسكرية ومالية.

وتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة مقاطعة شاملة في بعض الولايات، وهو ما قد يؤدي إلى “إلغاء نتائجها والذهاب نحو فترة انتقالية قصيرة للتوافق حول مسار جديد”.

وانتقد جاب الله، وفق تصريحات صحفية، وهو من أبرز القيادات التاريخية للمعارضة، شخصيات في “فعاليات قوى التغيير لنصرة مطالب الشعب” بسبب تخلّيها عن الالتزامات المشتركة، وهرولتها نحو الاستحقاق الرئاسي دون توفر الشروط الكافية لاحترام الإرادة الشعبيّة.

وأكد أنّ تشكيلته السياسية تراقب التطورات لاتخاذ الموقف النهائي، مستبعدا حدوث دور ثان في السباق الرئاسي المقرر يوم 12 ديسمبر القادم.

ووسط أجواء مشحونة، وبين قبول من البعض ورفض من الآخر، انطلقت في السابع عشر من فبراير الجاري، حملة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 12 ديسمبر المقبل، رغم استمرار الحراك الشعبي الذي يرفض تنظيمها في الظروف الحالية، بعد أشهر من التظاهر.

ويصر قادة بالجيش وصناع القرار الجزائري على إقامة انتخابات الرئاسة بعد أقل من شهر، رغم اعتراض الشارع الجزائري.

وفي تصريحات سابقة لـ”مصر العربية” قال رضا بودراع الحسيني، أمين عام حركة أحرار بالجزائر،: نحن في مسار تحرري وليي في حدث انتخابي، فهناك 4 أمور خلقت حالة استقطاب شديدة في المساحة الجزائرية وهي: الموقف من الحراك، والموقف من الوصاية، وكذلك الموقف من الجيش، وأيضا الموقف من النزعة الفرانكوبربرزمية، وصولا للموقف من الانتخابات..

وأضاف: هذا الاستقطاب الشديد في الحقيقة فجر العقول الجزائرية فأصبحت مجبرة أن تنتج الأفكار وتستشرف الأخطار، وتولدت معه مشاريع و أحزاب وجمعيات، فلا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم، الأمة تعيش حالة إحياء فريدة، ومسؤولية هذا الجيل لا تقل خطورة عن جيل نوفمبر 54.

ويشهد الشارع الجزائري انقساما حادا بين مؤيدين للانتخابات الرئاسية، ومعارضين يطالبون بتأجيلها.

ويتنافس في هذه الانتخابات خمسة مرشحين، هم: رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، ورئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس (الأمين العام لحزب طلائع الحريات)، وكذلك عبد العزيز بلعيد (رئيس جبهة المستقبل والنائب السابق في حزب الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة)، وعز الدين ميهوبي (أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي؛ حزب أحمد أويحيى رئيس الوزراء السابق المسجون في قضايا فساد)، وعبد القادر بن قرينة (رئيس حركة البناء الوطني).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *