عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق والمعروف بأبي حفص، هو ثاني الخلفاء الراشدين وأمير المؤمنين ومن كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتبر أحد أشهر القادة في التاريخ الإسلامي على الإطلاق، كما أنّه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد عُرف بتقواه، وورعه، وعدله، وإيصاله الحقوق لأصحابها سواءً كانوا مسلمين أم غير مسلمين.
عمر بن الخطاب في الجاهلية
عُرف عمر بن الخطاب في الجاهلية بقوته، وبطشه، وصلابته، وقد كان تاجراً معروفاً في ذلك الوقت، وأحد أشراف قريش، حيث شغل مركز سفيرٍ لها في السلم والحرب، وقد كان من أشدّ الناس عداوةً للإسلام، حتى أنّه كان يعذّب جارية بني مؤمل بسبب دخولها في الإسلام حتّى خلّصها أبو بكر الصديق بشرائها منه وإعتاقها.
إسلام عمر بن الخطاب
في أحد الأيام خرج عمر بن الخطاب يسعى إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسله بهدف قتله وذلك بعد هجرة المسلمين من مكة إلى الحبشة، وفي الطريق قابل أحد أصدقائه حيث أخبره بأن يذهب لقتل أخته وزوجها سعيد بن زيد؛ لأنّهما قد دخلا في الإسلام، فأسرع إلى بيتهما وهو في شدة الغضب، وحينها دخل بيتهما وهما يتلوان القرآن الكريم برفقة الصحابي الجليل خباب بن الأرت، عندها ضرب أخته حتى نزل الدم من وجهها وطلب منها أخذ الصحيفة التي تقرأ فيها فرفضت أخته إعطاءه الصحيفة حتّى يغتسل ويتوضأ، وحينها امتثل لأوامرها وتغير حاله بعد قراءة القرآن الكريم، حيث أعلن إسلامه وأخبر الجميع بأنّه تبع دين النبي محمد.
هجرة عمر بن الخطاب إلى المدينة
بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع أبي بكرٍ بدأت قريش تمنع المسلمين من الهجرة إليها، وتنزل أشد أنواع العذاب على كلّ من يُقدم على هذه الخطوة، إلّا أنّ عمر قرر الهجرة إلى المدينة بشكلٍ جهريٍ وأمام الجميع حيث حمل سيفه وقوسه وذهب إلى الكعبة المشرفة وطاف بها سبعاً ثمّ صلى ركعتين عند المقام وبعدها أتمّ هجرته إلى المدينة.
خلافة عمر بن الخطاب
خلف عمر بن الخطاب الصحابي الجليل أبا بكر، وذلك في السنة الثالثة عشرة للهجرة، وقد ضرب أروع الأمثلة في العدل والإنصاف والإحسان إلى المسلمين وغيرهم، كما أنّه استحدث الكثير من الأمور التي أدت إلى رفعة الدولة الإسلامية في العالم أجمع، والتي لم يعرفها أحدٌ قبله، حيث صرف لكلّ شخص في الدولة راتباً ليعيش حياةً كريمةً، حتّى أهل الكتاب، بالإضافة إلى أنّه أول من أنشا نظام الدواوين، وغيرها الكثير من الأمور.
وفاة عمر بن الخطاب
قُتل سيدنا عمر بن الخطاب على يد أبي لؤلؤة المجوسي أثناء تأديته لصلاة الفجر في جماعةٍ من المسلمين في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، ودُفن إلى جوار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق في الحجرة النبوية في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.