“شهادة السكنى” تتحول إلى تجارة مربحة تنهش كرامة المهاجرين المغاربة بإسبانيا

هاشتاغ
في ظاهرة مقلقة تعكس تحوّلاً في قيم التضامن داخل الجالية المغربية بإسبانيا، كشف تحقيق ميداني عن استغلال عدد من المهاجرين الجدد، حيث تُباع “شهادة السكنى” – وهي وثيقة إدارية بسيطة – بمبالغ قد تصل إلى 1000 يورو، خاصة في المدن الكبرى كمدريد وبرشلونة. وتُعتبر هذه الشهادة ضرورية لإتمام مجموعة من الإجراءات الإدارية، مما يجعلها أداة ضغط تستغل حاجة الفئات الهشة من المهاجرين.

ويشير عدد من المتضررين إلى أنّ هذه “التجارة المُذلّة” تتم غالباً عبر وسطاء من الجالية نفسها، ممن مرّوا سابقاً بتجربة الهجرة، قبل أن يتحولوا إلى سماسرة يتربصون بالقادمين الجدد. ويثير هذا السلوك موجة انتقادات حادة وسط الفاعلين الجمعويين، الذين يعتبرون بيع الوثائق الرسمية ضرباً لقيم التكافل، وتكريساً لحالة من الانقسام داخل صفوف الجالية المغربية بالخارج.

في المقابل، يدعو نشطاء ومهتمون إلى تدخل السلطات الإسبانية والمصالح القنصلية المغربية لوضع حد لهذه الممارسات، مع تعزيز آليات الدعم الإداري للمهاجرين الجدد، وترسيخ ثقافة التضامن الحقيقي. كما يؤكدون أن إعادة الثقة بين أفراد الجالية يبدأ من الوعي الجماعي بخطورة تحويل معاناة الغير إلى فرص للربح، على حساب القيم الإنسانية والمصالح العامة.