أثارت صحيفة لوموند الفرنسية، مشكل أزمة المياه الذي يعاني منه المغرب عبر تطرقها في مقال تحليلي مطول ترصد فيه استراتيجية تعامل وزارة الفلاحة مع الجفاف المستفحل في بعض المناطق خاصة مع إقدامها على تصدير أنواع مختلفة من الفواكه تستهلك نسب مهمة من المياه.
وقال الصحيفة في مقالها المعنون بـ” المغرب يصدر الماء الذي ينقصه على شكل فواكه”، إنه من خلال تصدير الطماطم والبطيخ والفراولة والبرتقال، يبيع المغرب الماء الذي يفتقر إليه وهو البلد الذي يواجه جفاف شديداً.
وكشف التقرير، أن خبراء وناشطين وجمعيات، أطلقوا صرخة إنذار تجاه الأمر محذرين من عواقب الزراعة كثيفة الاستهلاك للمياه، والتي تتجه في الغالب نحو التصدير بدلاً من الاكتفاء الذاتي.
ولفتت الجريدة للقرار الذي أصدره وزيرا الفلاحة والميزانية مؤخرا، والذي يضع حدا لدعم زراعة الحمضيات والبطيخ والأفوكادو، لدورها السلبي في الجفاف المستفحل في عدة مناطق، وبذلك لن يكون من الممكن الاستفادة من المساعدات للاستثمار في الري المحلي الخاص بهذه الفواكه، سواء من حيث حفر الآبار والضخ ومعدات التنقيط.
ويبقى الهدف حسب القرار إلى “إفساح المجال أمام محاصيل أخرى تستهلك كميات أقل من المياه، ولا سيما شجرة الخروب ، والصبار ، وشجرة اللوز والتين”.
ونقلت الصحيفة تصريحا لسليمة بلمقدم رئيسة حركة “مغرب البيئة 2050″ أكدت فيه أن “تأثيرا هذا القرار لن يكون كبيرا، خاصة مع وجود مستثمرين قادرين على إنشاء مشاريع تجارية بدون دعم، لأن الضيعات الفلاحية الكبرى التي تعتمد على هذا النوع من الفلاحات المستهلكة بقوة للمياه موجودة بالفعل، وتكفي لتجفيف كل شيء”.
وأكدت ذات المتحدثة في تصريحاتها للجريدة على ضرورة إجراء تغيير جذري في السياسات الفلاحية بالنظر إلى حجم الأضرار الموجودة حاليا.
كما كشفت “لوموند” عن الوضع في المغرب الذي يتعرض للجفاف المتكرر، والذي ينذر بالخطر، مشيرة إلى أنه في تاريخ 6 أكتوبر الجاري، بلغ معدل ملء السدود 24٪ فقط، وفيما يقوم الفلاحون بحفر آبار أعمق للعثور على المياه، تتعرض جميع طبقات المياه الجوفية للاستغلال المفرط؛ علما أن البعض منها منهك في بعض الأماكن.