صرخة أوزين تحت قبة البرلمان: التعليم جثة تنهشها الشعارات

في قاعة تعجّ بالنواب والمختصين، وتحت أضواء لا تخفي ظلال الأسى، صدح صوت محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية صارخاً بحقيقة موجعة: التعليم في المغرب… يحتضر!

أوزين في مداخلته النارية خلال اليوم الدراسي الذي نظمه الفريق الحركي بمجلس النواب لم يتردد في إطلاق النار على السياسات التربوية المتعاقبة واصفاً إصلاح التعليم في المغرب بأنه “جثة تتنازعها شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من واقعٍ مرير”.

وقال بنبرة لا تخلو من الأسى: “نُردّد كلمات عن التعميم والتجويد والدمقرطة، لكن الواقع يصرخ: لا شيء من هذا على الأرض!”

ولم يكتفِ بالتشخيص بل عرى المستور حين اعتبر أن أزمة التعليم ليست أزمة قطاع بل “قضية وطن” وهيكل بنيوي مهزوز يعوق التنمية في شموليتها.

وأكد أن الإصلاح الحقيقي يتطلب شجاعة الإعتراف بالفشل، والقطع مع التوظيف الإيديولوجي لقضية مصيرية مثل التعليم.

ثم زاد من حرارة خطابه قائلاً: “منذ الاستقلال، وكل من مرّ من هنا، حاول أن يصلح… والنتيجة أزمة إصلاح لا إصلاح الأزمة!” متهماً المنظومة بأنها تتحول إلى مختبر للتجارب الفاشلة تتبدل فيه المناهج والمقررات دون تخطيط وبغياب تام لأهل الاختصاص.

وفي تساؤل أقرب إلى التوبيخ، تساءل أوزين عن مصير البرامج التي أُطلقت ذات وهج كبير مثل برنامج “تيسير” وبيداغوجيا الإدماج قائلاً: “النتائج واضحة كالشمس في يوم ربيعي، نسب الهدر المدرسي في ارتفاع، والمستوى التعليمي في اللغات والرياضيات يتدهور بحسب تقارير دولية موثوقة.”

ولم يغفل أوزين الفجوة المؤلمة بين التعليم العمومي والخصوصي حين قال : “ماشي كاع المغاربة قدهم يخلصو القراية لولادهم!”، في إشارة إلى عدالة اجتماعية مفقودة.