كشفت وثائق حصل عليها موقع “هاشتاغ” عن تفاصيل صفقة أبرمتها غرفة الفلاحة بجهة فاس-مكناس بقيمة 46.32 مليون سنتيم (463,200 درهم)، بهدف تكوين وتعزيز قدرات الفلاحين والفاعلين الزراعيين والجمعيات المهنية.
هذا المشروع، الذي رُوّج له كخطوة لدعم الفلاحين وتحسين إنتاجيتهم، يطرح تساؤلات جادة ، لا سيما في ظل المبالغ الكبيرة المرصودة والنتائج المرجوة التي لم تتضح معالمها بعد.
وفقاً للوثائق التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، عُقد اجتماع لجنة فتح الأظرفة في 21 أكتوبر 2024 بمقر غرفة الفلاحة بجهة فاس مكناس، حيث تنافست خمس شركات للفوز بهذه الصفقة، وهي SUCCESS AGRO، وAYDO ENG، وSTE BOUDOUR FARAJ، وGLOBAL DEV، وABI CONSULTING. وقد تم إرساء الصفقة لصالح AYDO ENG التي قدمت عرضاً بقيمة 46.32 مليون سنتيم.
المشروع الذي وُصف بأنه “لتطوير قدرات الفلاحين”، يشمل أنشطة تكوينية يفترض أن تعود بالنفع على الفلاحين في الجهة، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأنشطة ستتعدى الجانب النظري لتقدم فعلاً قيمة مضافة لظروف العمل الصعبة التي يعاني منها الفلاحون.
في هذا السياق، أشار فاعلون فلاحيون لموقع “هاشتاغ” إلى أن إنفاق 46 مليون سنتيم على “ورشات تكوينية” يبدو بعيداً عن احتياجات الفلاحين الحقيقية، الذين يواجهون تحديات أكبر تتعلق بندرة الموارد المائية وارتفاع تكاليف الإنتاج، والتي تتطلب حلولاً عملية ملموسة أكثر من مجرد وعود بالتكوين.
بالإضافة إلى ذلك، تسود حالة من عدم الرضا لدى العديد من الفاعلين في المجال الفلاحي بجهة فاس مكناس، الذين يرون أن مثل هذه الصفقات يجب أن تخضع لرقابة مشددة لتجنب تكرار سيناريوهات الهدر المالي، وضمان أن تكون الاستثمارات في القطاع الفلاحي فعلاً في خدمة الفلاحين ومصالحهم، وليس لمجرد مشاريع تحمل طابعاً بروتوكولياً لا تقدم حلولاً واقعية للمشاكل الهيكلية التي يعاني منها القطاع.