هاشتاغ
تتسع دائرة الانتقادات الموجهة إلى وزير التربية الوطنية بعد تفجر أزمة النقص الحاد في المقررات الدراسية الخاصة بمدارس الريادة، التي تحولت إلى عنوان لفوضى غير مسبوقة في انطلاقة الموسم الدراسي الحالي، ما جعل آلاف التلاميذ وأولياء الأمور يعيشون حالة ارتباك وغضب مشروع تجاه السياسات المرتبكة للوزارة.
ففي الوقت الذي تسوّق فيه الوزارة مشاريعها بـ“الثورة التربوية” و“نموذج الريادة”، خرجت رابطة الكتبيين بالمغرب ببلاغ قوي أكدت فيه أنها تتابع “بقلق بالغ” غياب عدد كبير من الكتب المدرسية الخاصة بهذا المسار، محملة المسؤولية الكاملة للوزارة الوصية وللناشرين بسبب التأخر في الطباعة والتوزيع، مما تسبب في شلل جزئي داخل المؤسسات التعليمية.
وأكد مهنيون أن المشهد “كارثي وغير مسبوق”، إذ لم يتمكن الآباء والتلاميذ من اقتناء المقررات حتى بعد مرور أسابيع على انطلاق الدراسة، فيما اكتفت الوزارة بتصريحات عامة ووعود “فضفاضة” دون أي حلول عملية على الأرض.
وتشير مصادر تربوية إلى أن الأزمة تكشف فشلاً بنيوياً في التخطيط والتدبير، خصوصاً أن الوزارة أطلقت “مدارس الريادة” دون تأمين سلسلة الإمداد بالمقررات الدراسية، مما أدى إلى ضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين.
الرابطة شددت أيضاً على أن المكتبات لا تتحمل أي مسؤولية، محملة الوزارة والناشرين معاً تبعات الفوضى، ومطالبةً بتفعيل دفتر التحملات ومراقبة صارمة للالتزامات التعاقدية.
ويرى مراقبون أن هذا الملف ينضاف إلى سلسلة من الاختلالات التي تراكمت في عهد الوزير الحالي، من تعثر الحوار الاجتماعي إلى ارتباك تنزيل إصلاح التعليم الابتدائي، مؤكدين أن خطاب “الإصلاح العميق” لم يعد يقنع أحداً أمام واقع مؤلم تعيشه الأسر والتلاميذ على حد سواء.
> “الوزارة تتحدث عن الريادة، بينما تلاميذ القرى والمدن ينتظرون كتبا لم تصل بعد… كيف يمكن بناء تعليم حديث بمقررات غائبة؟”، يتساءل أحد المهنيين بغضب.
في المقابل، دعت فعاليات تربوية وبرلمانيون إلى فتح تحقيق عاجل حول أسباب هذا الخلل، وتحديد المسؤوليات داخل الوزارة، مؤكدين أن “الارتباك لم يعد مقبولاً في قطاع حساس كالتعليم”.






