طنجة تحت الصدمة.. أطفالٌ ضحايا للإدمان وسط صمت قاتل!

أطلقت منظمة “ما تقيش ولدي” نداء استغاثة عاجلًا بعد كشفها عن واقع مأساوي يهدد أطفال مدينة طنجة، حيث أصبح الصغار ضحايا مباشرين لآبائهم المدمنين على المخدرات الصلبة، والذين يدفعون بأطفالهم للسرقة والتسول من أجل توفير المال اللازم للحصول على جرعات المخدرات.

المنظمة وصفت هذه الكارثة بـ”المأساة الصامتة”، مؤكدة أنها رصدت، عبر شهادات ميدانية ومشاهدات واقعية، استغلالًا خطيرًا للأطفال من طرف آبائهم الذين عادوا لتعاطي مواد مخدرة شديدة الخطورة، مثل الهيروين والكوكايين والبوفا، بعد توقف مفاجئ عن توزيع دواء “الميثادون” من طرف الجهات الصحية المختصة.

وأشار محمد الطيب بوشيبة، المنسق الوطني للمنظمة، إلى أن توقف توزيع الميثادون أدى إلى انهيار الاستقرار الهش داخل العديد من الأسر، مؤكدًا أن الأطفال هم من يدفعون الثمن الأغلى من خلال إجبارهم على القيام بأفعال إجرامية أو التسول.

وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية، طالبت منظمة “ما تقيش ولدي” السلطات المختصة بالتدخل الفوري والعاجل لحماية الأطفال وإعادة توفير دواء الميثادون في إطار طبي آمن، إضافة إلى إنشاء مراكز متخصصة لعلاج الإدمان تكون مجهزة بالموارد اللازمة والكوادر المؤهلة، مع تعزيز التعاون بين قطاعات الصحة والشؤون الاجتماعية والتربية الوطنية والسلطات المحلية.

كما نبهت المنظمة إلى خصوصية توقيت هذه المأساة، حيث تتزامن مع شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن تجاهل هذه الأزمة يعد خيانة لقيم التضامن والرحمة التي يرمز إليها هذا الشهر الفضيل، داعية الجميع للتحرك فورًا لإنقاذ الأطفال من مصير مجهول وحماية مستقبلهم.

وفي سياق متصل، يواصل عشرات المدمنين في طنجة وتطوان احتجاجاتهم أمام مراكز طب الإدمان، معبرين عن معاناتهم من توقف علاجهم ب”الميثادون”، ومطالبين بحلول عاجلة لهذه الأزمة الصحية والاجتماعية الخطيرة.