ظاهرة تجنيد الأطفال على يد التنظيمات الإرهابية في العالم

الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية   بكلية الحقوق بطنجة)

يكتسب موضوع ظاهرة تجنيد واستغلال الأطفال الصغار مكانة مهمة داخل أجندة المنتظم الدولي، لاسيما وأن التقارير الأممية الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة تبين بشكل جلي التطورات المتسارعة والمرتفعة لعمليات التجنيد القصري والإجباري في السنوات الأخيرة بشأن استخدام الأطفال في الأعمال أو الأفعال العدائية والإجرامية المرتبكة من جانب التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة والمسلحة في العالم، وذلك تماشيا مع أحكام القانون الدولي وقواعد ميثاق الأمم المتحدة بشأن تفعيل وتنزيل البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة المؤرخ في 25 ماي 2000 والذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ 23 فبراير 2000.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع والمعرضون لعمليات التجنيد القصري والإجباري في العالم تضاعفت ثلاثة مرات خلال سنة 2022، بحث كانت فقط تسعة وتسعون مليون طفل سنة 1990 يعتبرون مجندون داخل جماعات تنشط سواء في ظل مفاهيم المليشيات أو الملتزقات العنيفة في العالم ، بما في ذلك منطقة شمال غرب إفريقيا في شخص تجنيد واستغلال مليشيات البوليساريو الأطفال الصغار في مخيمات تندوف في الوقت الراهن بتاريخ 30 يناير 2022 والشرق الأوسط والخليج العربي وأوروبا.

كما أن هذا الرقم سوف يتضخم ويصل إلى ثلاث مائة وخمسين مليون طفل في العالم سنة 2021، هذا فضلا عن ارتفاع عدد الفاعلين الذين يجندون الأطفال من 50 إلى 80 فاعلا سنة 2019، حيث سيتضاعف عدد الفاعلين إلى 110 فاعلا سنة 2020، كما أن مجموع الأطفال في العالم هو مليار وتلاث مائة مليون في العالم، بما في ذلك 54 في المائة من هؤلاء الأطفال يعيشون في مناطق أو دول مجندة للأطفال الصغار.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: كيف سيتعامل المشهد الأممي والمنتظم الدولي مع تطورات ظاهرة تجنيد واستغلال مليشيات البوليساريو للأطفال الصغار في مخيمات تندوف في ظل استمرار مؤامرات الدبلوماسية الجزائرية بشأن قضية الصحراء المغربية؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *