عبد السلام المساوي يكتب : وهم ” تريتور “

عبد السلام المساوي

الاتحاد الاشتراكي أغنى ويغني القاموس السياسي بمفاهيم سياسية عميقة ودالة ( الانتقال الديموقراطي ، التناوب ، المنهجية الدموقراطية ، الوافد الجديد ، التغول ….) ، وصاحبنا نزل بنا إلى الحضيض ، الى اللغة العامية اللاعالمة واللامسؤولة ، يظهر أنه وهو رئيس للفريق الاشتراكي تعامل بنفعية مربحة مع ” تريتور ” ، فتشبع ب ” مفاهيم ” ” تريتور ” وصفقاته….لا ياسيدي للاتحاد الاشتراكي أطر وكفاءات ومناضلين قادرون على انجاح المؤتمر بانتاج ورقات سياسية وتنظيمية رفيعة ….

فرق كبير من يحب الحزب من أجل الحزب وبين من يحبه من أجل ريع ذاتي ….نحب الحزب عندما يعطينا ولا نحبه عندما لا ينالنا من الفتات شيئ ؛ انه حنين الى التعامل مع ” تريتور ” !

الاسقاط كالية نفسية دفاعية عن أنا مريضة ، هو أن تقرأ عيوبك في الاخر ، وقد يكون هذا الاخر ؛ شخصا فردا أو جماعة أو حزبا…وهذا هو حال صاحبنا الذي أدركه “أفول الزعامة ” وغياب ” ترتور ” !

الاتحاد الاشتراكي حزب قوي ، واليوم اكثر من اي وقت مضى ؛ قوي سياسيا وتنظيما :

_ سياسيا : ندوات واجتماعات اللجنة السياسية تؤكد هذه القوة السياسية ، وهذا ما يشهد به كل الاتحاديين والاتحاديات الا من جحد لسانه وكفر قلبه …وهذا ما يشهد به الخصوم قبل الأصدقاء …؛ نقاشات تؤكد هذه القوة بعناوين : الوضوح الفكري والسياسي ، التحليل الملموس للواقع الملموس…وضوح الرؤية والمنهج…..البوصلة هي المرجعية التاريخية الاتحادية والمنظومة القيمية الإشتراكية والحداثية برصيد العقل الأنواري….

_ تنظيميا ؛ دينامية تنظيمية تفوقت على اكراهات جائحة كورونا …انه الاتحاد الاشتراكي ، انه حزب التحدي : فكر يمارس وممارسة تفكر … لجنة تنظيمية تجتمع ، تفكر ، تجتهد وتقترح … والرسالة واضحة وصادمة لمن كان يراهن على الفتنة …أراد أن يزع الحقد فحصد الريح ….

الاتحاد الاشتراكي ، حزب معافى ، تعافى في المؤتمر الوطني التاسع ، وازداد عافية في المؤتمر الوطني العاشر وسيزداد عافية في المؤتمر الوطني الحادي عشر…حزب معافى بقيادته الحالية ، طبعا مع استثناء من سقط سهوا على هذه القيادة ، وخصوصا من قرصنها من باب الثلث الناجي …هو تسرب او تسريب من باب ” كل قبيلة تخرج هبيلة ” !!!

الاتحاد الاشتراكي حزب معافى ، حزب قوي ، واليوم أكثر من أي وقت مضى ، طبعا ” تريتور ” لا يرى هذه العافية ، او انه يريد اسقاط نفعيته على حزب لم ولن تنال منه هلوسات وعقد المرضى نفسيا بموروث اجتماعي ولا أخلاقي ….
” الحاضر ” في ” الأيام ” والغائب في كل الأزمنة والأمكنة ، يصف المناضلين والمناضلات ، الاتحاديين والاتحاديات ،

انت من صنع منك الريع ” نجما ” ، انت مايسترو جوقة المصالح والانتهازية ؛ …ريعا في ما قبل وما بعد …وسيأتي وقت للحديث بالمكشوف ، للفضح والمسخ …

السياسة اخلاق ، والأخلاق تتاسس على الاعتراف والوفاء ، وانت جاحد ، ناكر الجميل …تريد ان تبيض سيرتك وتنسي الاتحاديات والاتحاديين فيمن أخرجك من العدم إلى الوجود مهنيا وسياسيا…تريد ان تتعافى من عقدك بقتل الأب ، وانت تخفي حقيقة ساطعة وهي ان هذا الأب عصي على القتل ، لأنه بكل بساطة حي في قلوب وعقول كل الاتحاديين والاتحاديين ، حي في كل الجهات ، في كل الأقاليم ، في كل الفروع …وانت كنت تعيش عزلة الأنا في مكتب رئاسي بالرباط تربعت عليه ريعا فانشغلت بالتعامل مع ” تريتور ” فنسيت بأن للاتحاد رب يحميه …

نعم اتفق معك ” لا احد يمتلك الحقيقة ” ، الحقيقة نسبية وليست مطلقة ، الحقيقة نطلبها دوما ولا نمسك بها ، وعلمتني الفلسفة التخلص من وهم امتلاك الحقيقة…ولكن انت اصبحت عبدا لوهم الحقيقة المطلقة ، وهذا يتبين من خلال أحكامك النابعة من ذات مريضة ، حكمت على القيادة الحالية ! وحكمت بأن هذا الاخ اخطأ…واعلم أيها الواهم بأن الخطأ ليس شرا ، فالحقيقة هي خطأ تم تصحيحه ، والخطأ هنا بمفهوم باشلار ، بالمفهوم الابستمولوجي والسياسي ، وليس الخطأ بالمعنى العامي والأخلاقي ، واذا اخذنا بالمعنى الأخير الخطأ ، فأنت خطأ بصنمية ريعية

سينعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر ،لكن هذه المرة في اتجاه تصحيح الخطأ …تعلم ونعلم أنك تحتضر ، انتهيت …والابتزاز لن يعطيك نفسا في الحياة ….نطلب لك العافية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *