عبد السلام المساوي
” البطل ” عبد اللطيف وهبي كسر الطقس وخرج عن النص ؛ أبى إلا أن يقف فوق الخشبة ليصرخ ، وينتشي بصراخه متحركا ذات اليمين وذات الشمال ” مشيرا ” بيديه ( ومخرج عينيه ) ، ومستعرضا عقده وتناقضاته وهلوساته ، وتخيلنا أننا أمام ” بهلواني” ونسينا أننا أمام ” زعيم ” سياسي .
وقف ” الزعيم ” وهبي على الخشبة ليصرخ ؛ انتبهوا ” الزعيم ” يخاطبكم ! وانطلق يخطب بشعبوية متفوقا على كل الشعبويين من قبل ومن بعد….. ينسى الزعيم وهبي أن من يهذي لا يفكر ، وان تأثير الهذيان عابر ومؤقت في الزمان والمكان .
في مجلسه الوطني عبد اللطيف وهبي اعاد كتابة تاريخ المغرب ، تاريخ الأحزاب والنضالات والتضحيات السياسية.
مع وهبي اكتشفنا ان حزب البام ، في زمن عبد اللطيف ، وحده من يمتلك استقلالية القرار السياسي !!!! عجبت لحزب يترأسه وهبي !
مع اللطيف وهبي اكتشفنا أن حزب البام هو الحزب الذي حرر المغرب من الاستعمار ، هو الحزب الوطني الوحيد ، هو الحزب الذي ناضل من أجل الديموقراطية والحداثة ، هو الذي قدم التضحيات الجسام ؛ سجون واغتيالات واختطافات واعدامات ، في سنوات الجمر والرصاص !!! ولذلك علينا ألا نصدق ، في نظره ، أوراق هيئة الانصاف والمصالحة التي شهدت بالفاتورة الضخمة التي قدمها الاتحاد الاشتراكي ثمنا لنضالاته الوطنية والديمقراطية !!!
ما علينا فوهبي بشرنا اليوم بانه مستعد لانقاذ البلاد من البؤس ومن كل الماسي ، فجاء متأبطا لسانه ليخبرنا بأنه المنقذ ، وحده المنقذ ، وحده ” الزعيم” ، وحده ” الحقوقي ” .
مع هذا ذلك نشفق على وهبي فرغم تضخم اناه وانتشائه بكونه ” وزيرا “، ما زال رهين التيه والشرود .
عبد اللطيف وهبيلم يخلق ليكون زعيما !
منذ مدة ووهبي يتدرب لكي يخرج من النكبة والمحنة
منذ مدة وهو يتفقد ذاته ان كان فيه أثاث الزعامة …فخرج علينا بالتهجم على الاتحاد الاشتراكي وقيادته .
لكنه للاسف لم يخلق لهذا الدور ….فالاتحاد الاشتراكي عصي على الصغار والأتباع والكئيبين .
يحاول ان يكون شعبويا وديماغوجيا ، الا انه يفشل في ذلك ..
فيحاول ان يكون ديموقراطيا ، الا انه يفشل في ذلك .
يسعى إلى أن يكون مناضلا ، لكن يبدو وكأنه يمثل ، ويفتعل هذا الدور ، ولا يؤمن به في قرارة نفسه .
ومهما بذل من مجهود ، فلا أحد يصدق انه مناضل .
وكلما جرب ان يبدو حقوقيا وينتفض ، تفضحه انتهازيته وحماقته …تفضحه صورته التي كونها الناس عنه .
كم سيتعذب وهبي ولعنة واد نون تطارده.
لن يهتم به أحد مهما صرخ …لن يسمعه احد مهما رفع صوته.
عبثا يريد تبييض صورته وسيرته .
وكان الحل هو المزايدة على قيادة حزب وطني تاريخي
وكان الحل هو التهجم على الاتحاد الاشتراكي.
وها نحن نحمد ربنا اناء الليل وأطراف النهار على هذا المكروه السياسي العظيم ، وعلى هذا الابتلاء الحزبي العابر .
وها هو الآن تحول الى ” حلايقي ” ، ويريد البقاء على رؤوسنا الى نهاية الزمان ، ويريد البقاء زعيما الى ان ينقرض .
تراه يتصور انه يستطيع الاساءة الى الاتحاد الاشتراكي بهلوساته وهراءاته وخبائثه.
لا نعتقد ذلك ، ولا نظنه . فمن قلب عنادنا الاتحادي الصميم ، يسرنا ان نبشره ؛ الاتحاد الاشتراكي قاطرة اليسار ورافعة النضال ، بالأمس وغدا ….في المشاركة ” المغرب أولا ” وفي المعارضة ” المغرب أولا ”
وكفى الله خلقه الآدميين شر الاضطرار إلى التمييز يوميا بين المناضلين والتافهين .
ان هذا البلد العظيم يستحق ما هو اجمل بكثير من كل هؤلاء التافهين .
يسجل الرأي العام ، الوطني والدولي ، ان حزب الاتحاد الاشتراكي دخل ويدخل ،بالأمس واليوم وغدا ، التاريخ من أبوابه الواسعة …المغرب استثناء بفاعلية الاتحاد الاشتراكي …المغرب رقم وازن ومتميز في العالم العربي بعنوان ثورة الملك والشعب.
إدريس لشكر عقدة تسكن وهبي ، عقدة ترقد فيه وتستيقظ في كل مناسبة وفي كل محطة مفصلية من مسار بلدنا التواق الى الديموقراطية والحداثة .
إدريس لشكر هو ، ولا أحد غيره ، من أسقط أقنعة وهبي وأقنعة التابعين وتابعي التابعين .
إدريس لشكر هو ، ولا أحد غيره ، هو من كشف هشاشة وهبي ، ومن أعلن أن وهبي مجرد ديكور وممثل فاشل في مسرحية يخرجها أسياده .
ليس صدفة ولا عبثا أن يحقد وهبي على لشكر … يخاف من مواجهة لشكر …يخاف من الاتحاد الاشتراكي …يخاف من الشرعية والمشروعية …يخاف من التاريخ الممتد في الحاضر والمستقبل
المغرب لم يكن أبدا بلد التافهين .
المغرب بلد أمير المؤمنين .
ان تكون قائدا سياسيا شجاعا ، جريئا ، واضحا …يجب أن تكون إدريس لشكر ؛ ابن المدرسة الاتحادية ؛ ابن المهدي وعمر وعبد الرحيم واليوسفي …قادة اسطوريون ، مواطنون وطنيون …أسسوا لمدرسة سياسية مغربية مناضلة مستقلة تمام الإستقلال عن الشرق والغرب …انهارت أحزاب في مصر والشرق وأحزاب في اوروبا …وبقي الاتحاد شامخا وصامدا يزعج المرشد ومريديه .
لا سياسة في المغرب بدون الاتحاد الاشتراكي …وهذه عقدة وهبي ومرشده والتابعين وتابعي التابعين.
يعلم وهبي ألا حزبا قادرا على مواجهته وفضحه الا الاتحاد الاشتراكي .
تحية للقائد إدريس لشكر الذي يواجه الأصنام ، واجههم ويواجههم بكل ثقة في المدرسة التي يتحمل أمانتها ؛ لا يداري ولا ينافق ، متميزا عن الأزلام ، يمينا او يسارا ، أولئك الذين كانوا يبايعون هذا أو ذاك طمعا في مكسب أو غنيمة .
إدريس لشكر هو الكابوس الذي يزعج وهبي في الحلم واليقظة…
للتاريخ صناعه ؛ أنهم الاتحاديات والاتحاديون في تناغم مطلق مع جلالة الملك ؛ أما وهبي وصناعه فهم مجرد عابري سبيل .
سقط القناع عن وهبي ولشكر يعلو.
والنزاهة الفكرية موضوعة فوق طاولة النقاش ، ايضا ، إذ كيف يمكن أن تحدثني بأقاويل متناقضة ، وكيف يمكن أن تقنعني بسلوك يتناقض مع شعاراتك الانتخابية ، دون أن تكون قمت بالضروري من المراجعات والقراءات النقدية لذلك العبور من الاخلاقوية الى الانتهازية.
وليست حكاية التناقضات في لغو الكلام وحدها ما يدفع إلى التحليل النفسي والفكري والأخلاقي لظاهرة الشخصيات في شخص وهبي ، ففي مسار وهبي كثير من التمزقات الداخلية للانعتاق التلف.
يظهر بالواضح والمكشوف أن وهبي ، لا تهمه مصلحة هذا الوطن ولا مصلحة أبنائه ولا مصلحة جهة درعة تافيلالت، كل ما يهمه هو مصلحته الخاصة.
وطني أو خائن ولا لوجود لمرتبة وسطى …مغربي صادق أو منافق انتهازي …التاريخ هو الفيصل بين يحب الوطن من أجل الوطن وبين من يدعي ” حب الوطن ” لأنه طريق للاثراء اللامشروع.
وهبي يستبلد المغاربة ، يكذب عليهم ويعتبرهم بدون وعي ولا ذاكرة ؛ يشوه الحقائق ويؤول تاريخ الاتحاد الاشتراكي تأويلا سيئا ، تأويلا قذرا ؛ انها عقدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ترقد في شعور ولا شعور الشوباني وأصحابه .
الاتحاد الاشتراكي هو الذي واجه الرصاص في زمن الجحيم وهو يبني المغرب في زمن الانتقال والتحول ؛ الزمن الذي أسسته حكومة التناوب وجذره وأكده الملك الحداثي محمد السادس ؛ قاطرة القوى الحية الديموقراطية ببلادنا.
لماذا تحاسبون وهبي على عدائه للاتحاد الاشتراكي ؟!
شيء واحد ليس من حق وهبي نسيانه ، انه وحينما كان الاتحاد يناضل ويضحي ويتحدى السجون والمعتقدات ، يتحدى الاختطافات والاعدامات ، كان وهبي وأمثاله يفضلون الاعتكاف في المنازل ، ويتصيدون بانتهازية قذرة المناصب والمواقع ، وكان إدريس لشكر مناضلا شرسا ومزعجا ….كان حارسا للمعبد.
أكد الاتحاد الاشتراكي ، انه ليس حزبا مناسباتيا …ليس حزبا ميتا ينبعث او يبعث في موسم الانتخابات …حزب حي في التاريخ …حزب النضال المستمر …حضور فاعل في كل زمان ومكان .. حزب وطني , حزب يضع مصلحة قبل وبعد مصلحة الحزب .
حزب استثنائي ، امن واختار في مؤتمر استثنائي الاختيار الصعب والصحيح …حزب استثنائي ، كان وما زال وسيبقى يمارس السياسة بأخلاق ووطنية …بشكل مختلف عن كل الاحزاب …الديموقراطية منهج وهدف وليست مجرد انتخابات …والوطن دائما وأبدا.
والاتحاد الاشتراكي الذي قهر سنوات الرصاص لن تزعجه ألاعيب الصبيان وتفاهات وهبي، الاتحاد الاشتراكي لن تشغله سفاسف الاشباح …انه منشغل بعظائم الأمور …انه صاحب قضية.