هاشتاغ
وجّه عزيز غالي، الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نداءً مفتوحاً حمل طابعاً وجدانياً وسياسياً في آن، دعا من خلاله رفيقاته ورفاقه في اليسار إلى العودة إلى صفوف الجمعية، التي وصفها بـ”البيت المشترك” الذي بني جماعياً في سياق النضال من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وفي النداء الذي نشره على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، قال غالي: “في زمن الردّة، والتضييق، وشرعنة القمع، لا يمكن لمن يؤمن بقيم اليسار أن يقف على الهامش”، معتبراً أن الغياب عن الفعل الحقوقي، حتى لو كان مؤقتاً أو بدافع التحفظ، لا يخدم سوى السلطوية والتطبيع و”الحياد المعقّم” الذي يفرّغ العمل الحقوقي من روحه النضالية.
وأضاف غالي أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لم تكن يوماً مجرد إطار، بل شكلت أحد أبرز تعبيرات اليسار المناضل، ومجالاً للعمل الجماعي من أجل كرامة الإنسان والمساواة والحرية. وأكد أن لحظة اليوم، بكل تحدياتها، تستدعي توحيد الصفوف داخل الجمعية وليس خارجها، والانخراط مجدداً في الدينامية الحقوقية بقلب حيّ وعقل نقدي وسواعد لا تتهرب من المسؤولية.
واعتبر غالي أن الابتعاد عن الجمعية، سواء بسبب شعور بعدم الإنصاف أو اختلال التوازن أو حتى الخذلان في لحظات معينة، هو موقف مفهوم لكنه غير منتج، مشدداً على أن تصويب المسار يجب أن يتم من داخل الجمعية لا من خارجها.
وتابع قائلاً: “لا تبتعدوا لا طلباً لتمثيلية ولا دفاعاً عن مواقع، بل وفاء لذاكرة نضالنا المشترك، وتقديراً لتضحيات من سبقونا، وثقة في قدرة اليسار على إعادة البناء من الداخل”.
وختم غالي نداءه بتذكير من وصفهم بـ”الرفيقات والرفاق” بأن الجمعية هي امتداد طبيعي لنضالهم، وأن التقدمية لا تتجزأ، ولا يمكن خوض معركة حقوق الإنسان إلا بضمائر حية، داعياً إلى تجنب المزايدات والنقاشات التي تخرج عن جوهر النداء، الذي اعتبره دعوة صادقة وواضحة موجهة للجميع.
النداء لقي تفاعلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية، وسط دعوات من نشطاء لتغليب منطق الوحدة والعمل المشترك في مواجهة ما تشهده الساحة الوطنية من تراجعات حقوقية ملحوظة.