هاشتاغ
في خطوة أثارت جدلاً في الأوساط السياسية والإعلامية، شارك محمد أوجار، المدير العام للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، في أشغال مؤتمر الحزب الشعبي الإسباني المنعقد مؤخرًا، والذي عرف حضور وفد يمثل جبهة “البوليساريو” الانفصالية. حضور أوجار، بصفته الرسمية والسياسية، لم يكن مرفقًا بأي تعليق أو احتجاج، كما لم يتخذ أي خطوة انسحابية، وهو ما اعتبره مراقبون موقفًا لافتًا في ظرفية تتطلب حساسية سياسية ودبلوماسية عالية.
المثير في الأمر أن المؤتمر ذاته شهد موقفًا مغايرًا من طرف حزب الاستقلال، أحد أبرز مكونات الأغلبية الحكومية، حيث بادر أمينه العام، نزار بركة، إلى توجيه رسالة احتجاج قوية إلى قيادة الحزب الشعبي الإسباني، عبّر فيها عن رفضه القاطع لاستضافة ممثلي “البوليساريو”. وقد لقيت هذه الرسالة صدى واسعًا في وسائل الإعلام الإسبانية، التي اعتبرتها رسالة ذات طابع رسمي تمثل موقف الدولة المغربية الراسخ من قضية الصحراء.
وقد أعادت هذه الواقعة تسليط الضوء على التباين في تعاطي الفاعلين السياسيين المغاربة مع القضايا ذات البعد الاستراتيجي، خصوصًا حين يتعلق الأمر بمناسبات دولية تمس جوهر السيادة الوطنية. كما أثارت تساؤلات حول خلفيات الصمت الذي اختاره محمد أوجار، خاصة وأنه ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة المغربية، ما يضفي على حضوره بعدًا سياسيًا لا يمكن فصله عن السياق الرسمي.
ويرى محللون أن هذا التفاوت في ردود الأفعال يفتح نقاشًا أوسع حول الحاجة إلى تنسيق أكبر بين مؤسسات الدولة والهيئات السياسية، لضمان وحدة الخطاب المغربي في المحافل الدولية، خصوصًا حين يتعلق الأمر بقضية الصحراء التي تُعدّ أولوية وطنية لا تقبل التجزئة.