عنجهية المال!!!!

لا احد يمكنه الاعتراض على وجود بورجوازية داخل البلاد ، كطبقة وطنية ، من حقها ان تعيش في كنف الوطن ،تساهم في بنائه و في تطوير اقتصاده و بنياته ، و في ممارسة حياتها بكل حرية و احترام .

لكن ما لا يمكن القبول به ، هو وجود طبقة بورجوازية ، نفعية و انانية ، لا هم لها سوى تحقيق مصالحها ، و اطفاء جشعها الشره ، و لو على حساب الوطن و استقراره و قوته و مناعته.

فوجود هذه البورجوازية المشوهة ، هو وجود لا وطني ، و لا شرعي، يستظل بالوطن و بمؤسساته و يثقل كاهلها ، و يمس شرعيتها ، و يضرب في العمق مصداقيتها و قدرتها على تأطير المجتمع .

للاسف هذه البورجوازية اليوم، تمارس العربدة داخل المجتمع ، و تحوله الى ارقام قابلة للترصيد البنكي ، و تمتص جهود المؤسسات الوطنية في البناء ، و تجفف عرقها في خلق الاستقرار داخل الوطن .

بورجوازية ، لا هم لها سوى الكسب ، و الربح بشتى الطرق ، و تكييف القوانين لصالحها ، و تسخير المجتمع لخدمتها ، بدون اي مساهمة في تطوير الوطن و الحفاظ عليه و على مؤسساته .

هذه البورجوازية، هي من تحاول تمييع السياسة و افقادها شرعيتها و مصداقيتها ، من خلال المال القدر الذي تضخه في دواليبها بهدف السيطرة و التخريب ، و من خلال النخب المتعالية و المستبدة و الا سياسية ، التي تجعل من المال و الربح و قضاء المصالح ، اساس وجودها السياسي .

و هي كذلك المسؤول الاول عن التفاوتات الطبقية داخل المجتمع ، فهي من دمرت انظمة الحماية الاجتماعية ، و تهربت و تملصت بشتى الطرق من دفع مستحقات العمال و الاجراء الاجتماعية، و هي المسؤولة ايضا على الفساد داخل المجتمع من خلال سلوكياتها و انانيتها و ممارساتها اللاشرعية و اللاوطنية .

ما تقوم به اليوم هذه البورجوازية المشوهة ، هو متساوي في الفعل و الجرم ،مع ما تقوم به جماعات الاسلام السياسي ، من ضرب لوجود الوطن و الحفاظ على قوته و مناعته ، فهما معا يسعيان لتخريب هذا الوطن و اجهاد و انهاك مؤسساته ، و خلق الريبة و الالتباس داخل المجتمع .

تعالي و عنجهية هذه البورجوازية ، و امتناعها عن المساهمة الجادة و السليمة في بناء الوطن ، و سعيها الى الربح على حساب الكل ،لا يمكنه الاستمرار بهذا الشكل ، فهي مطالبة اليوم بتقديم الحساب ، و بالانصياع الى التوجه الوطني الساعي الى تقوية الوطن و تمنيعه و جعله نموذجا يعتز كل ابنائه بالانتماء اليه.

الوطن اليوم، بمؤسساته و بنايته، لا يمكنه دفع فاتورة الانانية و الجشع و الطمع الذي تنهجه هذه البورجوازية المشوهة ، كما لا يمكنه ان يظل مكتوف الايدي اتجاه هذا التخريب المتعمد لاسسه و اركانه ، فهو قادر على لجم هذا الاختلال و تصحيحه ، و اعادة تدوير هذه الفئة ، بما يتوافق مع اهدافه و توجهاته و اختياراته .

الوطن اليوم ، محتاج الى برجوازية وطنية و متنورة و نزيهة ، مؤمنة بالوطن و مؤسساته ، مستعدة للمساهمة في مسيرة البناء و التطور التي اختارها المغرب ، و قادرة على الدفع بكل فئات المجتمع نحو الافضل ، لا الى بورجوازية انانية و متخلفة جشعة ، تقامر بالوطن و تسعى الى هدمه .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *