عادت المخاوف من تجدد انتشار فيروس كورونا لتُطرح بقوة داخل الأوساط الصحية والسياسية بالمغرب، بعد تسجيل توافد ملحوظ للمواطنين على المستشفيات وهم يعانون من أعراض تنفسية حادة، شبيهة بتلك المرتبطة سابقًا بكوفيد-19. هذا التطور دفع النائبة البرلمانية جوهرة بوسجادة إلى مساءلة وزير الصحة حول الإجراءات المتخذة أو المنتظرة لمواجهة احتمال ظهور موجة جديدة أو متحور جديد للفيروس، خاصة في ظل غياب أي توضيح رسمي من الوزارة.
في غياب بلاغات رسمية، تعيش الساحة الوطنية نوعًا من الغموض، يُذكي مشاعر القلق لدى المواطنين والعاملين في القطاع الصحي، ويترك المجال مفتوحًا أمام الإشاعات والتكهنات. ويؤكد هذا الوضع الحاجة الملحة لتواصل مؤسساتي واضح وفعال، يعزز ثقة المواطنين في السلطات الصحية ويضمن استعدادًا جماعيًا للتعامل مع أي تطورات وبائية قد تطرأ، بدل العودة إلى منطق رد الفعل المتأخر.
تجربة الجائحة السابقة أثبتت أن الاستباقية والشفافية عنصران حاسمان في إدارة الأزمات الصحية. وعليه، فإن صمت وزارة الصحة في هذه المرحلة لا يُمكن إلا أن يُضعف قدرة المنظومة الصحية على احتواء أي خطر محتمل، ويقوض الجهود المبذولة سابقًا في مجال التحسيس والتعبئة. فالمطلوب اليوم هو وضوح في الرؤية وتفاعل مسؤول يضع صحة المواطنين في صدارة الأولويات.