عودة ترامب.. هل يفي بوعده التاريخي بمواصلة دعم مغربية الصحراء؟

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة، تترقب المنطقة العربية والدول الحليفة للولايات المتحدة تداعيات هذا الحدث على الملفات الدولية الشائكة. وسط تخوفات من سياسته المثيرة للجدل، يتطلع المغرب لاستكمال مسار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الذي كان أبرز إنجازاته خلال ولايته الأولى في ديسمبر 2020.

ترامب، الذي أدى اليمين الدستورية يوم الاثنين 20 يناير 2025، أثار الجدل منذ لحظات تنصيبه بإعلان قرارات مثيرة، مثل الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، والتراجع عن اتفاقية باريس للمناخ، والتلميح لصفقات سياسية كبرى تشمل تطبيعًا جديدًا بين السعودية وإسرائيل. وسط هذه التحركات، يبقى السؤال: هل سيستكمل ترامب ما بدأه بشأن ملف الصحراء المغربية؟

خبراء في العلاقات الدولية يرون أن ترامب، الذي ينظر للعلاقات بمنطق “الصفقة الرابحة”، قد يعيد ترتيب أولويات الولايات المتحدة بناءً على المكاسب المباشرة. أستاذة القانون الدولي مليكة الزخنيني أكدت أن عودة ترامب قد تكون فرصة للمغرب لتعزيز موقفه، لكنها تتطلب يقظة ديبلوماسية لتفادي أي تصنيف جديد للملف ضمن القضايا الثانوية بسبب صفقات أخرى قد تتصدر الأولويات.

وفي حين وعد ترامب سابقًا بفتح قنصلية أمريكية في الداخلة عقب الاعتراف بمغربية الصحراء، ظل هذا الوعد معلقًا طوال إدارة بايدن. فهل ستكون عودته إلى السلطة مفتاحًا لاستكمال هذا المشروع؟ أم أن سياسته المتقلبة قد تعيد رسم ملامح المشهد بشكل غير متوقع؟

في ظل التغيرات الدولية السريعة، يبقى المغرب مطالبًا بتثبيت موقعه في صدارة اهتمامات الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة أن دونالد ترامب يشتهر بتغيير قواعد اللعبة بشكل جذري، ما يجعل أي وعود مسبقة قابلة لإعادة التفاوض وفق منطق “الصفقة” الذي يتبناه.